عندما نغادر قنوات باتجاه مفعلة ،وعلى المنحدر الشمالي لبلدة قنوات على موازاة الطريق الرئيسي نشاهد بقايا بناء ملفت للنظر يشد من يشاهده إلى الوقوف أمامه والتمعن به عله يستطيع حل لغز هذا البناء الفريد خارج أسوار قنوات القديمة . يعرف هذا البناء بإسم (قصر الزعيم) ،لكن لا يعرف بالضبط أصل التسمية ومن هو الزعيم المقصود علما أن تسمية (قصر) تعتبر عرفا في جبل العرب لمعظم الأبنية الأثرية الباقية بغض النظر عن وظيفتها ؛معبدا كانت أو كنيسة أو دير أو حتى برج مراقبة.
والمكان بشكل عام آبدة أثرية لم يبق منها سوى الزاوية الشمالية الشرقية لأحد أبنيتها والذي يبدو أنه كان الأميز بينها . الجدار الشرقي من البناء بقي منه حوالي ثلاثة أمتار من عرضه من الأسفل ، ومتر واحد من عرض الجدار من الأعلى والذي يمثل الجزء الشرقي من الزاوية الشمالية الشرقية للبناء. كذلك الحال في الجدار الشمالي . وحسب الشكل المعماري للبناء يبدو أنه كان برجا للمراقبة حيث لا يزال في الجدار الشمالي باب ذو درفة حجرية (حلس) قائما في مكانه ،وهو بارتفاع أقل من متر ،وقد ارتفعت الردميات المحاذية للمبنى أكثر من نصف المتر فوق عتبته السفلى. .ويظهر في نقطة أعلى من الجدار بقايا فتحة أخرى لم يبق منها سوى الجانب الشرقي والساكف الأعلى الذي يظهر فيه تجويف مصراع باب الحلس،وهو بنفس حجم الباب الموجود في الأسفل ،ومنطقيا أن تكون هذه الفتحة نافذة في جدار أحد طوابق البناء أو في مطلع درج كان يؤدي إلى الغرف العليا وسطح البرج. أما الإرتفاع الحالي لما بقي من البناء (مع الأخذ بعين الاعتبار الردميات المحاذية له ،وما سقط من مداميك البناء ) فيبلغ حوالي عشرة أمتار (24 مدماكا بارتفاع حوالي 40 سم لكل منها) . يحيط بهذا الأثر أساسات غرف أخرى من الغرب لم نتمكن من معرفة وظيفتها وقد تكون أقدم من زمن بناء البرج لإختلاف نوع الحجارة وسماكة الجدران فيها. لقد علمنا من الأهالي أن سكان البلدة في الماضي نقلوا أحجار القصر إلى بيوتهم الجديدة في قنوات، في زمن كان نقل الحجارة الأثرية لبناء البيوت الجديدة عرفا لا يعترض عليه أحد.
يمكن لما بقي من البناء أن يرمم ويحافظ عليه من الانهيار (وهو آيل لذلك) ،كما يمكن الكشف عن بقايا الأبنية المجاورة للوقوف على حقيقة هذا البناء والغاية من إنشائه.وإذا أخذنا بعين الإعتبار الموقع الذي بني فيه هذا الصرح حيث المكان المرتفع خارج أسوار البلدة والمطل على المناطق الشمالية والغربية المجاورة ،فلا بد أنه كان برج مراقبة يكشف المناطق والتلال المجاورة بشكل ممتاز ،ويمكن أن يشاهد بوضوح من قنوات ،ما يسهل التواصل ونقل الأخبار بينه وبين أبراج أخرى على مداخل البلدة وهي كثيرة ولا زال بعض منها قائما حتى الآن.
الزاوية الباقية من القصر (البرج) من الداخل والخارج