بمناسبة أربعينية الأديب المرحوم قاسم وهب دعت مديرية ثقافة السويداء لحضور ندوة يشارك فيها السادة الباحثون كمال القنطار ومحمد طربية وفايز عز الدين وبيان الصفدي يتحدث الأدباء المشاركون عن حياة الأستاذ قاسم وهب ومسيرته الإبداعية
وذلك عند الساعة الرابعة من مساء اليوم الثلاثاء في 17 كانون أول في المركز الثقافي
شيع المرحوم الاستاذ قاسم وهب الى مثواه الأخير في مسقط رأسه في قرية عنز بتاريخ 6-11-2019 وقد ألقى كلمة أصدقاء الفقيد الأستاذ عارف حديفة وجاء فيها:
أيها المشيعون الكرام
من هذه القرية الوادعة النائية، ابتدأت رحلة الأستاذ والصديق الكبير قاسم وهب إلى المعرفة والحياة، ومن بيئة هذه القرية حمل معه إرثًا من الأخلاق الرفيعة، والقيم السامية، كما حمل طيفًا واسعًا من الاهتمامات التي تتعدى الأسرة إلى المجتمع، والإقليم إلى الوطن، والاختصاص إلى الثقافة.
كان التمكن من رسالة التعليم والتثقيف هو الغاية، والجدية والأخلاص في أدائها هما شغله الشاغل على الدوام. لذلك كان في طليعة مدرسي اللغة العربية في محافظتنا، هذه اللغة التي كان يدرك أنها هويتنا، وكان يظهر نحوها إحساسًا عاليًا بالمسؤولية، وحرصًا كبيرًا على صيانتها من الركاكة والابتذال. وبالمثابرة التي لم تفتر، تأهل للمساهمة في تيسير تراث هذه اللغة الغني والمتنوع للقراء، فأسهم في سلسلة "المختار من التراث العربي" التي كانت تصدرها وزارة الثقافة السورية، ثم شارك في سلسلة "ارتياد الآفاق" التي كانت تنشر في أبو ظبي أدب الرحلة العربي. وأخيرًا انصرف إلى توثيق جوانب جديدة ومهمة من تراث اللغة الشفوية والحياة الاجتماعية في منطقتنا.
لقد كان الراحل العزيز في عمله التربوي والتثقيفي يسعى - شأن المثقفين الوطنيين جميعًا - إلى إنارة الدرب للأجيال الجديدة للانفتاح الواثق بالنفس على الحياة الحديثة، والتطلع إلى أوضاع تتيح لهم أن يبنوا ويبدعوا في بلاد عزيزة ومتقدمة ومزدهرة. وهذه الرسالة النبيلة التي كرس لها قاسم وهب جهده ووقته منذ البداية، بقي وفيًا لها حتى النهاية.
كم سنتذكر، يا صديقي، تعاليك عن الصغائر، ومراعاتك حقوق الصداقة، وترفعك الذي يُزْري بكل ما يحط من شأن الإنسان، واحتمالك للمرض بكل رجولة، يسعفك في ذلك نظر عميق إلى معنى الحياة والموت.
وداعًا يا أبا مرهف . لقد شاءت الأقدار أن نذوق نحن مرارة هذه اللحظة، لحظة الوداع الأخير. غير أن ذكرياتنا الكثيرة والجميلة معك، ستبقى تؤنس وحشة أيامنا من بعدك، وتمدنا بالعزم على مواصلة ما بدأناه معًا إلى ما شاء الله.
رحم الله قاسم وهب
وأنتم أيها السادة المشيعون
عظم الله أجركم
وأمد في أعماركم
ورحم أمواتكم جميعًا.