رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على الأزياء حافظ شال المرعز الذي تقتنيه نساء السويداء ً يؤكد على خصوصية التراث المحلي وأصالته
وعلى وجوده ليضيف للزي الشعبي طابعاً جماليا
وشال المرعز عبارة عن رداء صوفي على شكل مثلث أو مربع يغطي الأكتاف وتتطلب حياكته دقة متناهية وذوقاً فنياً يتوافق مع النقوش المستخدمة فيه وله نوعان الأول مخصص للصبايا ويسمى الوربية أو اللقحة والثاني للسيدات الأكبر سناً ويختلف تصميمه وفقاً للأغراض المرتبطة باستخدامه سواء للزي العربي أو الديني أو غيرهما .
وبينت السيدة أم مهند التي تقوم بحياكة هذه القطعة وبيعها منذ أكثر من عشرين عاماً أن حياكة هذا الشال المصنوع من صوف الغنم الطبيعي تتطلب الصبر والمهارة والدقة والتزيين والقياس المناسب لطول المرأة وصحتها مشيرة إلى أنه يستمر لعشرات السنوات أو أكثر في حال المحافظة عليه .
وأضافت يتم التحكم بتصميم الشال وفقاً للنقوش والرسومات المستخدمة التي تحدد مدى صعوبة حياكته ليظهر بالشكل المطلوب لذوق السيدة أو الفتاة وكذلك سعره الذي يتراوح بين 3500 ليرة و 6000 ليرة وهذا حسب تصميم القطعة وحجمها والنقشات، موضحة أن العمل على إنجازه قد يستغرق شهرين نظراً لدقته.
وأوضحت نيلي الجمال رئيس فرع الاتحاد النسائي بالسويداء أن هذه الصناعة من الصناعات اليدوية التقليدية القديمة التي ظهرت مع حاجة المرأة لتأمين مستلزمات الحياة، ارتبطت بتقاليد اللباس في المنطقة منذ زمن بعيد وتفننت النساء بحياكة هذه الشالات لحماية أنفسهن من البرد وإظهار الحس الأنثوي في عملهن وإبداعاتهن .
وأشارت الجمال إلى استمرارية هذه الصناعة في وقتنا الحالي رغم كل ألوان الموضة مبينة أن العديد من النساء اليوم يقمن بصناعة هذه الشالات لتأمين مصدر رزق لهن أو لملء أوقات فراغهن.
ولفتت السيدة عبير شلغين إلى أهمية شال المرعز الذي يكون لونه مائلاً للصفرة في منح الدفء للمرأة خلال فصل الشتاء إضافة للجمالية والوقار اللذين يضفيهما على لباس مرتدياته فضلاً عن قيمته المعنوية الهامة للواتي يرثن هذه القطعة عن أمهاتهن أو جداتهن .
وذكر جدعان نور الدين أحد تجار الأصواف إن صوف المرعز الذي يصنع منه الشال يباع ضمن سوق المحافظة بشكل دائم، في كافة المواسم وخاصة أثناء الشتاء، مبيناً أن الطلب عليه لم يتغير كون نساء السويداء يتقن حياكته لافتاً إلى أن بعض النسوة أدخلن اليوم تعديلات على صناعته فيما يتعلق بإضافة إطار يسمى السجق، ليعطي حجما أكبر للشال فضلاً عن إمكانية حياكته آليا بعد أن كان سابقاً يصنع يدوياً بشكل كامل .