تعتبر مسألة الإعداد البدني من أهم الركائز التي تتطلبها لعبة كرة القدم بغية تجهيز فريق قادر على تنفيذ المهارات الحركية والنواحي الخططية والذهنية بشكل جيد في أرض الملعب .
ويقول / وجيه العلي / مدرب لياقة بدنية لكرة القدم إن خطط اللعب الحديثة تعتمد حالياً على الاستفادة الكاملة من الصفات البدنية المختلفة والتي تستوجب الإعداد البدني للاعبين المستند إلى عناصر اللياقة المتضمنة القوة والسرعة والتحمل والرشاقة والمرونة .
ويبين العلي أن عنصر التحمل يتحكم فيه الجهاز العصبي المركزي الذي يقوم بتحديد وضبط القدرة أو الكفاية على العمل بجميع أجهزة وأعضاء الجسم مشيراً إلى أن نقص كفايته يعد عاملاً هاماً في سلسلة العمليات التي ينتج عنها زيادة درجة التعب وبالتالي ضعف القدرة على التحمل .
ويلفت العلي إلى أن الارتفاع السريع بالحمل التدريبي خلال فترة زمنية قصيرة يؤدي إلى عجز اللاعب عن أداء المستوى الجيد خلال المباريات أي هبوط مستواه وزيادة إمكانية تعرضه للإصابة بسهولة وفي كثير من الأحيان هدم كريات الدم الحمراء أسرع مما هي عليه في الحالات الاعتيادية وهذا ما يتسبب بفقر الدم .
وهناك بعض المبادىء العامة التي يجب مراعاتها أثناء عملية الإعداد البدني وأهمها وفقاً للمدرب العلي التوقيت الصحيح لتكرار الحمل والارتفاع التدريجي بدرجته والتدرج والتكامل بين الصفات البدنية .
وفيما يتعلق بالقوة المميزة بالسرعة يوضح العلي أنها ضرورية لضمان تنمية صفة السرعة للاعبين كرة القدم وخاصة سرعة الانتقال والسرعة الحركية شريطة مراعاة قابلية العضلات للامتطاط والتي لا يقصد بها فقط المشركة في الأداء الحركي بل أيضاً العضلات المانعة أو المقاومة حتى لا تعمل كعائق ينتج عنها بطء الحركات موضحاً أنه يشترط لتوفر عناصر القدرة العضلية في اللاعب درجة عالية من قوتها مع السرعة و المهارة الحركية .
وينصح المدرب العلي عند تنفيذ تدريبات السرعة مراعاة مبدأ الارتفاع التدريجي بها والعناية بعمليات التهيئة وإعداد الإحماء قبل إجرائها للوقاية من إصابات العضلات والأوتار والأربطة و البدء بها بعد عمليات الإحماء مباشرة وخاصة في غضون الوحدات التدريبية التي تهدف إلى تنمية أكثر من الصفة البدنية وتوافر عاملي المرونة والامتطاط بالنسبة للعضلات و تطوير سرعة الانتقال بدون استخدام الكرة ثم مع الكرة .
وحول عنصر القوة الهادف لتطوير العضلات في الإعداد البدني يدعو المدرب العلي إلى ضرورة مراعاة تحليل القوة العضلية العامة للفريق والخاصة لكل لاعب ومعرفة الحد الأقصى لها ومقدار تحمل القوة التي يتميز بها اللاعب وكذلك متوسط مستواها ونواحي القوة والضعف بالنسبة للاعبين .
وبخصوص المرونة أو القابلية الحركية فهي تشمل بحسب العلي المرونة العامة الشاملة في حالة امتلاك القدرات الحركية الجيدة لجميع مفاصل الجسم المختلفة والمرونة الخاصة باللعبة التي تتطلب ميزات في أجزاء معينة من أعضاء جسم اللاعب مثل المرونة الخاصة للمهارات المختلفة التي يمر بها اللاعب أثناء المباريات .
ويرى العلي أن تطوير المرونة عند اللاعب يجب ألا يؤثر على عناصر القوة والسرعة والتحمل والرشاقة موضحاً أن اتقان المهارات الحركية المختلفة وإجراء تمرينات إطالة العضلات والأربطة والأوتار وزيادة مدى الحركة من المفصل من أهم الوسائل لتنمية المرونة.
ويضيف أن إجراء تمرينات المرونة تستوجب التغيير والتنويع فيها وتجنبها عند إحساس اللاعب بالتعب والارهاق كما هو الحال في الجزء الختامي للتدريب أو بعد تمرينات التحمل إضافة للمساعدة في تحرير الجسم من تحكم العقل بحيث يتحقق التوازن العقلي العضلي داعياًَ في الوقت نفسه إلى ضرورة تفادي الوثب إلى الأعلى أو الأسفل أثناء التمديد أو بعده كون ذلك يجعل اللاعب أكثر انشداد بدلا من المرونة .
وبالنسبة لعنصر الرشاقة يلفت العلي إلى أنها تحتاج للقوة والجلد والقدرة على التوافق الجيد بين الحركات التي يقوم بها اللاعب بكل أجزاء جسمه أو بجزء معين منه أي اتقان التوافقات الحركية المعقدة والقدرة على سرعة تعلم المهارات الحركية الخاصة بالمباريات وكذلك سرعة تعديل الأداء الحركي بصورة تتناسب مع متطلبات المواقف المتغيرة خلال سير المباريات .
ويشير المختص إلى أهمية دوام إضافة بعض التمرينات أو المهارات الحركية الجيدة في غضون عمليات التدريب لضمان زيادة المد الحركي للاعب و الإكثار من التمرين على مختلف المهارات الحركية المركبة والتجديد والتنويع في ربطها معاً .
أخيراًلا بد من القول إن الإعداد البدني الذي يعد العامل الهام لنجاح خطة اللعب المطلوب تطبيقها خلال المباريات يستوجب من اللاعبين التمتع بقوة الإرادة والعزم والتصميم وتحمل المسؤولية وبذل الجهد بما يسهم بتحقيق النتائج المطلوبة .