أقامت مديرية ثقافة السويداء حفلاً لإعلان نتائج جائزة عمر أبو ريشة لهذا العام 2013 في دورتها الثانية مساء أمس الاثنين تم خلاله تسليم الجوائز والدروع للفائزين ولجنة التحكيم وقد افتتح حفل تكريم الفائزين بالجائزة الدكتور ثائر زين الدين مؤكداً أن جائزة الشاعر عمر ابو ريشة وسام جميل في رفد الثقافة العربية والمحلية منوهاً أن الجوائز الوطنية جديرة بالاحترام وبعدد من الجوائز التي كان لها دفي رفد الإبداع بجائزة الدولة في تكريم كبار المبدعين
معاون وزير الثقافة د. نضل الصالح استعاد موقفين يخصان صاحب الجائزة الشاعر عمر أبي ريشة أولهما يعود إلى العام 1978 حين استضافت كلية الآداب في جامعة حلب كيف أغلقت ساحة الجامعة لان الناس في حلب هرعت لتصغي إلى شاعرها عمر أبي ريشة لكن ما لا يمكن أن ينسى أن عمر طلب إلى منظمي اللقاء الشعري أن تفتح أبواب الكلية مع أقسامها وأن الساحة بمكبرات الصوت وفي عام 1990 وافت المنية الشاعر عمر أبو ريشة وأذكر أن صحيفة من الصحف المهاجرة اتصلت تطلب مني أن أغطي جنازة الراحل واذكر حينها أن جنازة الراحل أدخلت إلى الجامع الأموي الذي احتضنه قبل أن يرحل إلى المقبرة ..أذكر جيداً كيف وحد جثمان عمر أبو ريشة شأن سورية الصليب والهلال فهرع رجال الدين الإسلامي والمسيحي ليشهدوا رحيل عمر الرجل الذي وحد سورية من أقصاها إلى أقصاها سورية الشعر والكبرياء والعزة والحضارة سورية السويداء تحتفل هذه الليلة بجائزة عمر أبي ريشة حلب تعانق السويداء كما تعانق السويداء بحر سورية العظيم صحراء سورية سورية العظيمة التي ستهزم المستحيل كما هزمت المستحيلات عبر التاريخ سورية ستنتصر وتنتصر منوهاً بان الشعر العظيم هو الذي يحمي ارواحنا من الصدأ والأتمتة
ثم تلى الدكتور الصالح تقرير لجنة التحكيم حيث اكد فيه أن النصوص المشاركة بلغت 35 نصاً ل35 شاعراً وشاعرة ينتمون إلى معظم أجزاء الجغرافيا السورية على الرغم من الظروف القاسية التي يمر بها الوطن ما يعكس أهمية المسابقة ورغبة الشعراء السوريين المشاركة فيها وتجدر الإشارة إلى أن النصوص بدت مشغولة بغير مؤرق إنساني وسياسي واجتماعي وعني عدد قليل منها على مستوى الموضوعات باسم صاحب الجائزة عمر أبو ريشة وقد استبعدت اللجنة عشرة نصوص رأت أنها لا توفر لتفسها أياً من خصائص الفن الشعري وأدواته، بينما توزعت النصوص التي استوفت أدوات الشعر وقيمه الجمالية على ثلاثة مستويات جيدة وجيدة جداً وممتازة من دون أن يعني ذلك أي حكم قيمة بالمعنى التقليدي لأحكام القيمة وكانت النتائج ثلاثة عشر نصاً حاز كل منها على درجات بين 50-70 درجة، ا؛د عشر نصاً بين سبعين وخمسة وسبعين ستة نصوص حاز كل منها على أكثر من 75علامة وانتهت اللجنة بالإجماع إلى منح جوائز المسابقة للنصوص التالية:
المرتبة الأولى: للشاعر وائل أبو يزبك من محافظة السويداء، عن قصيدته (نبي الشعر).وحصل على درجة 85،6%
يوفر النص لنفسه معظم أدوات الفن الشعري وقيمه الجمالية ويمتلك غير إشارة دالة على طاقة تخيل وبناء نص شعري متماسك مؤرق النص وشاغله دمشق المثخنة بجراحها وحراب أشقائها وأبناء عمومتها، المفعمة بقدرتها على النهوض من سرير عذاباتها لتعيد سيرتها الجذر في بناء الإنسان والحضارة والتاريخ..
المرتبة الثانية: للشاعر سائر علي إبراهيم من محافظة طرطوس، عن قصيدته (عربائيل).وحصل على درجة 79% يتابع النص سابقه في المؤرق نفسه، أي رثاء ما آل إليه الواقع العربي ويستثمر قصة يوسف بروايتها الدينية والشعبية يعقد النص غير علاقة فارعة دلالياً وجمالياً مع فن الشعر بوصفه تخيلا على مستويين: اللغة التي تبدعها غير صورة في النص والأداء الذي ينجزه غير تركيب
المرتبة الثالثة: للشاعر علي جمعة الكعود من محافظة الحسكة، عن قصيدته (فراشة الوقت).وحصل على درجة 77% يستبعد النص ما مثل استثناء في تاريخ الشعر العربي، أي الشعر التأملي المؤنسن للمعاني والمجرد والمشخص لها بوصفها محسوسات لا بوصفها معاني أو قيماًن فالشاعر يجرد الزمن من زمنيته ويخاطبه ذاتاً تخاطب أخرى التي يسفحها الزمن على عتبات الحياة كما لو أن الحياة كانت حلماً و أشبه بالحلم والحق أن الشاعر أبدع في بناء حوارية شعرية بين متغاييرين كينونة ومتماهيين دلالة: الإنسان والزمن
كما نوهت اللجنة بالنصوص الثلاثة التالية: نص"لاشيء يشبهني سواي" للشاعر أكرم فارس عريج من السويداء، نص"غيث"للشاعر غدير فايز إسماعيل من دمشق، نص"تعيرني بالعصافير ليلى" للشاعر خلدون إبراهيم من الحسكة
: من القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى (نبي الشعر) نختار:
أنا يا شام ما ألقيت سيفي ولا قومت من وهن رماحي
دعيني أشتكي ما ضاع مني وأبكي ما تبقى من صباحي
أفقت على الحياة كأن حلماً أطل علي من غيد صباح
يهز العشق قافيتي فتهمي كغيث صاب من ديم سماح
رويدك لا يغرك إن قلبي سقيم أثخنته يد الجراح
وإني مترع بالعشق أمشي سليب القلب مسلوب السلاح
أفيقي إن للشعراء طبعاً يبين الجد فيه من المزاح
فلي قلبان مخمور ضعيف وآخر واثب الخفقان صاحي
وبي نفس أهادنها فتطوي بجانحتين أربعة الرياح
تطامن للجبال إذا أطلت رؤوس السفح كالسمر الرماح
إذا حطت بأرض الشام رقت رواحلها وراضت بي جماحي
أعيذك يا دمشق وأنت طهرٌ "برب الناس" من أن تستباحي
وهذا المقطع من قصيدة غربائيل للشاعر سائر علي إبراهيم :
كم فتحت الباب تلو الباب..لكن
كان جهل الأخوة الأعداء في وجهي جدار
والآن.
تزدحم السيوف على فراشي..يا محمد
لا ابن عم يفتديني..
لا ملاذ لي..ولا خل يقاسمني السكينة
صرت وحدي..
صرت وحدي.. يا زمان الخزي والأوغاد
لكن لن أهاجر مرة أخرى
سأبقى كي أقاومهم جميعا
سوف أبقى في مكاني
صخرة للحق ..تهزأ من أباطيل الغبار
ما من فرار آخر ما من فرار
ومن قصيدة (فراشة الوقت) للشاعر علي جمعة الكعود
نختار هذا المقطع:
تنهد الوقت واصفرت ثوانيه ونادب العمر لم ينه مراثيه
لا وقت للوقت أمسى ظله أثراً وللسراب اختمالٌ في فيافيه
يمر كاللص منسلاً إلى جهة مجهولة الوجه ضاقت من تخفيه
العمر جزء يسير من خزانته وسرقة الحلم بعض من امانيه
تنهد الوقت مصلوباً وفي يده إناؤه البات نضاحاً بما فيه
يغتال أمنية ذابت على شفة وما على الارض قانون يقاضيه
الوقت معضلة تشقى الحلول بها ولا مجال لمرء في تفاديه
ثم قام محافظ السويداء الدكتور عاطف هنيدي والأستاذ شبلي جنود امين فرع الحزب والدكتور حسين جمعة والأستاذ كنانة الشهابي مقدم الجائزة بتوزيع الدروع والجوائز على الفائزين، وقد قدم مدير معهد العفاف جائزة تكريمية للسيد كنانة الشهابي تقديراً لدوره في تنمية المجتمع
جدير ذكره أن قيم الجوائز المالية على التتالي: (30 ألفاً)، (20 ألفاً)، (10آلاف ليرة سورية)، وهناك جوائز للمنوه بأعمالهم خمسة آلاف ليرة لكل تنويه وهي مقدمة من الأستاذ كنانة الشهابي. وقد حكّم قصائد هذه الدورة السادة الأدباء: د. حسين جمعة، د. نضال الصالح، د. ثائر زين الدين.ءءء