(الصورة أعلاه للموسيقي وعازف العود عروة الشوفي في حفل مع عازفيين أجانب في فينا- النمسا)
في ختام فعاليات ملتقى فهد بلان الموسيقي الذي أقيم في المركز الثقافي بالسويداء واستمر على مدى ثلاثة أيام ألقى الأستاذ سلمان البدعيش مؤرخ الحركة الفنية والمسرحية والموسيقية في السويداء رئيس نادي الفنون الجميلة والرئيس الأسبق لجمعية أصدقاء الموسيقى والباحث الفني والموسيقي محاضرة تناول بدايات الموسيقا في السويداء وأعلامها الذين خرجوا بموسيقاهم خارج سوري وبعضهم وصل غلى العالمية بدا المحاضر بمقدمة تطرق فيها إلى ما يميز السويداء حيث لا تسير في شارع إلا وتجد من يحمل عود واخر يحمل عودا او الة موسيقية منوهاً ان نسبة العازفين في السويداء قياسا بعدد السكان هي الأعلى على مستوى الوطن العربي وربما على مستوى العالم واستعرض البدعيش أن الموسيقى والفنون رافقت ابناء الجبل منذ بداية استقرارهم فيه وحملهم تراث بلاد الشام وتأثرهم بتراث المنطقة واتقانهم العزف على الربابة والشبابة والمجوز والشعر النبطي لدرجة أن أنه في إحدى القرى كانت لا تمر الربابة إلإ على عازف وأن إبراهيم اشتي عزف المارسليز على آلة الربابة أمام ديغول عندما زار السويداء في الأربعينيات من القرن العشرين مبيناً أن أبناء الجبل لم يتعرفوا على الآلات الحديثة الا في الخمسينيات وكانوا مضطرين لتثبيت أقدامهم وصد الغزوات والدفاع عن وجودهم في حروبهم مع الأتراك والفرنسيين وقد كانت البداية مع أول أستاذ للموسيقى وهو محمد كامل القدسي الذي تخرج من القاهرة ويحمل العلم الموسيقي وهمة الشباب وكون أول فرقة موسيقية في متوسطة السويداء بعدما طلب من مديرها الفلسطيني الذي نزح عام 1948 الى السويداء شراء آلات موسيقية منها كان الاستاذ حمد اشتي والاستاذ نجيب أبو عسلي رحمه الله وفوزي أبو عسلي ومازن الحمدان وشفيق الفقيه و"سلمان البدعيش" وتطورت في العام الثاني لتضم 28عازفاً وكتبت جريدة الجبل تقريرا آنذاك أن متوسطة السويداء تضم اكبر فرقة مدرسية في الوطن العربي وكان هذا في الخمسينات ومن المواهب آنذاك مازن حمدان الذي كان يملك اذنا وصفها القدسي بأنها خارقة وقد سافر الى المانيا وتعلم الموسيقا ثم الى الولايات المتحدة حيث قاد فرقة موسيقية هناك!
أوضح الأستاذ البدعيش انه سيقتصر في هذه المحاضرة على أهم العازفين المغنين والموسيقيين الذين خرجوا بموسيقاهم خارج سورية أو الى العالم مستعرضاً عدداً منهم مثل العازف عاصم حمزة الذي وصفه بأنه من أفضل عازفي الأورغ في الوطن العربي وقد استطاع ان يحوّل الأورغ الى الشرقي بطلب من شركة يماها وقد ربى الفنان عاصم أسرة فنية متميزة أيضا في العزف والغناء بهاء وضياء ونورهان ثم تطرق إلى شادي العشعوش عازف العود الذي كان رائدا على الة العود ومثل سورية في العديد من المهرجانات ومنها في فرنسا وبلغراد وفي المهرجان العالمي لآلة العود في الرباط ثم شفيع بدرالدين وهو عازف ومؤلف له العديد من المؤلفات ويقود فرقة موسيقية في فرنسا من مؤلفاته كونشيرتو للناي 2001 وفانتازيا كلانيت مع الاوركسترا الوترية وأشهر أعماله جوفيه كونشيرتو للترامبو وسجله واصبح لهدا العمل شهرة عالمية وله رباعي وتري ثلاث حركات وتحوّل الى الة العود تتألف من حركة واحدة في العام 2005 اختير لعضوية المسابقات العالمية في ايطاليا 2010 وفاز في المرتبة الثانية في قيادة الأوركسترا في الكونسقتوار الوطني في لوكسمبورغ وقدمت أعماله في العديد من دول العالم وانتهى البدعيش إلى القول بدر الدين علم من أعلام الموسيقا في العالم. وانتقل المحاضر للحديث عن الاستاذ ماجد سراي الدين وهو خريج المعهد العالي واختص على آلة الفلوت وقاد الفرقة العربية ومارس التدريس لآلة الناي في المعهد العالي لسنوات وقاد فرقة أسس أوركسترا طرب عام 2002 وقدمت في عدد من الدول العربية وله العديد من المشاركات
الاستاذ معين نفاع خريج الدفعة الأولى في المعهد العالي للموسيقا تشيلو والباسطون، وقد أسس وقاد فرقة كان لها نشاطاتها في عدد من الدول العربية والأوربية وهو الآن مدير معهد فريد الأطرش ويقود فرقة المعهد وفرقة جمعية اصدقاء الموسيقا والاستاذ رشيد هلال وهو أيضاً خريج المعهد العالي يعزف على آلة الكمان وأسس فرقة سيد درويش ويجول الوطن العربي مع زوجته الفنانة ميس حرب وهي صاحبة الصوت العلمي والمدرّسة في المعهد العالي عزف رشيد مع فيروز في حفلة ساحة البرج وله مشاركات عديدة خارج سورية وعلى مستوى الوطن العربي. والاستاذ باسم صالحة خريج المعهد العالي اختص كلارينيت وبيانو ويعتبر من أهم عازفي الكلارينيت في سورية والوطن العربي، عمل مع أكثر نجوم الفن وعمل مع أوركسترا براع ومع الفناة جوليا بطرس ومع أصالة وميادة الحناوي ومروان خوري وشهد برمدا وعمل موزعاً في هيئة الاذاعة والتلفزيون ويرافق جورج وسوف في حفلاته على آلة الكلارينيت
والأستاذ خالد الجرماني درس في حمص وفي المعهد واستطاع ان يخرج من سورية ويعزف مع أحد عازفي الغيتار في فرنسا آلة العود في حوار على ضفتي المتوسط وهو الآن يجول في أكثر من بلد أوربي وأخوه مهند وهو أيضاً خريج معهد عالي وأخوه الثالث وهو عازف ناي معروف ولفت البدعيش إلى السيدة سناء وهبي التي تخرجت من المعهد العالي على آلة الغيتار وعزفت على آلة القانون في العديد من الدول العربية ثم توقف عند فنانين هما عروة منهال الشوفي وأيمن هلال فقال: سمعت عملاً لعروة الشوفي فلم أتمالك نفسي من البكاء، هذان الشابان قادهما الطموح الى تركيا ومن هناك الى أوربا فاتجه عروة إلى النمسا واتجه أيمن إلى المانيا والمدهش ان كليهما استطاع أن يعزف مع الفرق الأجنبية الألمانية والنمساوية فعزف عروة على العود موسيقا غربية مع النمساويين وعزفت إحدى مقطوعاته الأوركسترا النمساوية واستطاع بدعم من رابطة المرأة العربية النمساوية، أن يؤلف أوركسترا ناي الشرقية الأولى في فينا، وله العديد من المؤلفات المهمة ومنها عمله الأخير "سوريون" والذي شاهدته وأبكاني اشترك فيه مئة عازف ومنشد في النمسا من لحن وأداء علمي متميز ونوه البدعيش إلى ما تمثله النمسا التي اعتبرت لفترة طويلة عاصمة أوربا الموسيقية وأن يصفق جمهورها لعروة وتحدث عن عازف الكمان المبدع أيمن هلال الذي شارك في حفل إشهار جمعية أصدقاء الموسيقا واستطاع أيضاً أن يعزف مع الفرق الألمانية وهو يأتي إلى النمسا ويشارك في العديد من الحفلات جنباً إلى جنب مع صديقه عروة
وعن المنشدين قال إن أول مغنية سورية وصلت إلى العالمية هي لبانة القنطار وهي خريجة المعهد العالية ومغنية أوبرا صوتها من أشهر ثلاث أصوات في العالم وتعتبر عالمياً من أهم خمس مغنيات أوبرا متميزة بصوتها السبرانو وقد حازت على المرتبة الرابعة في مسابقة بلغراد للغناء الأوبرالي عام1979وحائزة على الجائزة الأولى في المسابقة نفسها باختيار الجمهور وعلى الجائزة الخامسة في أكبر مسابقة عالمية للغناء الأوبرالي الملكة إليزبيت في بلجيكا عام 2000 وقد حصلت على منحة دراسية من الحكومة البريطانية للتخصص1997وعلى منحة دراسية في هولندا وتعاقدت معها اكبر وأشهر دور الأوبرا في العالم وهي تقيم في أمريكا وتقيم حفلاتها ونشاطاتها في أمريكا ومناطق مختلفة من العالم
وتوقف المحاضر أمام الفنانة وعد أبو حسون التي نشأت في بيئة موسيقية فوالدها منصور أبو حسون عازف عود واستطاعت بطموحها ان تصل الى ما وصلت اليه وقد شاركت بعد تخرجها من المعهد العالي مع الفرقة الوطنية بقيادة صلحي الوادي والفرقة النسائية التي قدمت حفلاتها في العديد من دول العالم وهي تغني وتلحن الغناء الصوفي وحفلتها في المعهد العربي بباريس2006 ثم في اصيلة في المغرب وفي تطوان في المغرب ثم حفلة في دار الأوبرا في دمشق وقد رافقت السيدة أسماء الأسد وغنت بحضور الملكة صوفيا 2008 وقدمت حفلتين بمشاركة عازفين من حلب وعازف من تركيا "أحبك حبين" واشادت بفنها كبريات الصحف الفرنسية.. كما شاركت عام 2009 في مسابقة ً شارل كروم في فرنسا مع 121 عازفا وحصلت على المرتبة الأولى وحصلت على منحة لدراسة الماجستير في فرنسا وحازت على المرتبة الأولى فحصلت على منحة أخرى لدراسة الدكتوراه وهي تحضر مناقشتها خلال الشهر القادم كما أشار الباحث إلى عدد آخر من الفنانين والموسيقيين الكبار مثل عصام رافع وكمال سكيكر وكمال بلان والفنانة رشا رزق وغيرهم وتطرق المحاضر في نهاية محاضرته الى نادي الفنون الجميلة الذي بدأ في عام 1959 وأسس لجيل موسيقي ووصل عدد العازفين فيه إلى 33عازفاً وقد ربى جيلاً وترك بصمة على من أتى فيما بعد وجمعية اصدقاء الموسيقى التي تأسست عام 2005وتهدف الى تربية الذوق الموسيقي الذي خربه عصر "الواوا" وساهمت الجمعية في ترسيخ ثقافة الاستماع وتقوم بالتدريس قرابة 200 طالب في الصيف ويتدنى هذا العدد الى 60-70 في الشتاء