العرض المسرحي "لمن أشكو" والذي قدمه المسرح القومي في السويداء ضمن احتفالية يوم الثقافة بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا والعمل الذي أعده: د. ثائر زين الدين عن مجموعة نصوص للكاتب الروسي أنطون تشيخوف وأخرجه غسان الدبس، يحاكي دمار النفوس في زمن الحرب وانعكاسات ذلك على شخوص المسرحية التي جسدها تمثيلاً الفنانون: ثائر حديفة، يارا الشوفي، حسن رسلان، سوار أبو لطيف
تميز العمل الذي عُرض من الأول ولغاية السابع من الشهر الجاري باللغة المسرحية العاليةوالفضاء الحر الذي أتاحه النص والإخراج بدءاً بالديكور والموسيقا والإضاءة وقبل هذا الموهبة والخبرة العالية لدى الممثلين وفي مقدمتهم بطل المسرحية الفنان القدير ثائر حديفة الذي جسد شخصية صائد الفرص المعقد وجاراه في روعة الأداء: كل من يارا الشوفي، حسن رسلان، سوار أبو لطيف.
كانت الستارة مفتوحة قبل بداية العرض تبدو على المسرح عناصر بسيطة أهمها: عجلة مركبة ومعطف فوق مشجب وكرسي ..ألخ وعند بداية العرض تم تعتيم إضاءة المسرح حيث بدأ العرض بتحركات وصرخات ألم غامضة توضحت عبر صرخة بطل المسرحية ثائر حديفة معلناً يأسه وعجزه لبلوغه الثامنة والخمسين وضياع شبابه، ثم يعود بنا العرض عبر الشخصيات الأنثوية الغيرة والتنافس للوصول إلى القوة الذكورية مظهراً الطغيان الذكوري مقابل خنوع الأنثى وخضوعها للتعنيف وتحميلها المسؤولية عن هزائم الرجل.
تميز العرض بالتوظيف البارع لخلفية للمسرح لتبدو خلال أفلام حية، كأنها شريط الحياة يعبر بكل ما فيه، غير عابئ بما يحدث على المسرح من انهيارات تطال قيم المجتمع الأساسية وانعكاس ذلك على مفاهيم الفضيلة والخير والشر والرجولة وكلها في إطار يغلب عليه فن الإيماء والرقص التعبيري ومنولوجات وتداعيات وحوارات مقتضبة ساهمت الإضاءة والموسيقى بدمجها درامياً لتضفي عليها الوحدة الدرامية لمجمل العناصر