• الرئيسية
  • أخبار
    • أخبار سورية
  • ثقافة
  • رياضة
  • تحقيقات
  • مجتمع
  • أقلام و آراء
    • رمية حرة
  • الموسوعة
    • وجوه
  • دراسات
  • اتصل بنا
  • أرسل مقالاً
الأحد, 20 كانون2/يناير 2019 20:56

أنا يا صديقة متعب بعروبتي

كتبه  السويداء اليوم
  • طباعة
  • البريد الإلكتروني
قييم هذا الموضوع
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
(1 تصويت)
أنا يا صديقة متعب بعروبتي

ألقى الشاعر نزار قباني هذه القصيدة أواخر شهر آذار عام 1980 في مهرجان أقامته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في تونس بمناسبة مرور خمسة وثلاثين عاما على تأسيس الجامعة

 وتتناول قضية العرب وتستلهم تاريخنا العربي بكل ما فيه من خيبات وهزائم وأحزان منذ سقوط غرناطة وحتى الساعة.

يضع القباني في هذه القصيده يده على مكمن الألم وهو الاستبداد والإرهاب والقمع للشعوب العربية سواء لبس لبوس الدين أو السياسة وعبادة الفرد (الأنصاب) ونهب ثروات الأمة وبترولها وتحويله سلاحاً بيد الأعداء 

 

يا تونس الخضراء جئتك عاشقاً

وعلى جبيني وردة وكتاب

إني الدمشقي الذي احترف الهوى

فاخضوضرت بغنائه الأعشاب

أحرقت من خلفي جميع مراكبي

إن الهوى أن لا يكون إياب

أنا فوق أجفان النساء مكسر

قطع فعمري الموج والأخشاب

لم أنس أسماء النساء .. وإنما

للحسن أسباب ولي أسباب

يا ساكنات البحر .. في قرطاجة

جف الشذى وتفرق الأصحاب

أين اللواتي حبهن عبادة

وغيابهن وقربهن عذاب

اللابسات قصائدي ومدامعي

عاتبتهن فما أفاد عتاب

أحببتهن وهن ما أحببنني

وصدقتهن ووعدهن كذاب

إني لأشعر بالدوار .. فناهد

لي يطمئن .. وناهد يرتاب

هل دولة الحب التي أسستها

سقطت عليَّ .. وسُدت الأبواب

تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي

حلفت بأن لا تُسكر الأعناب

أيصدني نهد تعبت برسمه ؟

وتخونني الأقراط والأثواب ؟

ماذا جرى لممالكي وبيارقي ؟

أدعو رباب .. فلا تجيب رباب

أأحاسب امرأة على نسيانها

ومتى استقام مع النساء حساب ؟

ما تبت عن عشقي .. ولا استغفرته

ما أسخف العشاق لو هم تابوا …

2

قمر دمشقي يسافر في دمي

وبلابل .. وسنابل .. وقباب

الفل يبدأ من دمشق بياضُه

وبعطرها تتطيب الأطياب

والماء يبدأ من دمشق .. فحيثما

أسندت رأسك جدول ينساب

والشعر عصفور يمد جناحه

فوق الشام .. وشاعر جواب

والحب يبدأ من دمشق .. فأهلنا

عبدوا الجمال وذوبوه .. وذابوا ..

والخيل تبدأ من دمشق مسارها

وتشد للفتح الكبير ركاب

والدهر يبدأ من دمشق .. وعندها

تبقى اللغات وتحفظ الأنساب

ودمشق تعطي للعروبة شكلها

وبأرضها تتشكل الأحقاب

3

بدأ الزفاف فمَن تكون مضيفتي

هذا المساء ومن هو العراب ؟

أأنا مغني القصر .. يا قرطاجة

كيف الحضور ؟ وما عليَّ ثياب

ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي

والمفردات حجارة وتراب ..

فمآدب عربية .. وقصائد

همزية .. ووسائد وحُبَاب

لا الكأس تنسينا مساحة حزننا

يوماً .. ولا كل الشراب شراب

من أين يأتي الشعر يا قرطاجة

والله مات .. وعادت الأنصاب

من أين يأتي الشعر ؟ حين نهارنا

قمعٌ ، وحين مساؤنا إرهاب

سرقوا أصابعنا .. وعطر حروفنا

فبأي شيء يكتب الكُـتـَّاب ؟

والحُكم شرطيٌ يسير وراءنا

سراً .. فنكهة خبزنا استجواب

الشعر .. رغم سياطهم وسجونهم

ملكٌ .. وهم في بابه حُجَّاب ..

4

من أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟

وحدائق الشعر الجميل .. خراب

لم يبق في دار البلابل بلبل

لا البحتري هنا .. ولا زرياب

شعراء هذا اليوم جنسٌ ثالثٌ

فالقول فوضى .. والكلام ضباب

يتكلمون مع الفارغ .. فما هم

عجمٌ إذا نطقوا .. ولا أعراب

اللاهثون على هوامش عمرنا

سيان إن حضروا وإن هم غابوا ..

يتهكمون على النبيذ معتقاً

وهم على سطح النبيذ ذباب

الخمر تبقى إن تقادم عهدها

خمراً .. وقد تتغير الأكواب

5

مِن أين أدخل في القصيدة يا ترى ؟

والشمس فوق رؤوسنا سرداب

إن القصيدة ليس ما كتبت يدي

لكنها ما تكتب الأهداب ..

نار الكتابة أحرقت أعمارنا

فحياتنا الكبريت والأحطاب

ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟

أولى ضحايانا هم الكـُـتــَّاب

يعطوننا الفرح الجميل .. وحظهم

حظ البغايا .. ما لهن ثواب

يا تونس الخضراء .. هذا عالمٌ

يثرى به الأمي .. والنصاب ..

فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل

بَطِرَت فلا فكر ولا آداب

في عصر زيت الكاز .. يطلب شاعر

ثوباً وترفل بالحرير قـِحاب !!!

6

هل في العيون التونسية شاطئ

ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟

أنا يا صديقة متعب بعروبتي

فهل العروبة لعنة وعقاب ؟

أمشي على ورق الخريطة خائفاً

فعلى الخريطة كلنا أغراب ..

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي

وأعيد .. لكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها

ما كنت أحسب أنهم أعراب ..

يتقاتلون على بقايا تمرة

فخناجر مرفوعة وحراب

قبلاتهم عربية .. مَن ذا رأى

فيما رأى قــُـبَلاً لها أنياب

7

يا تونس الخضراء .. كأسي علقم

أعلى الهزيمة تـُشرب الأنخاب ؟

وخريطة الوطن الكبير فضيحة

فحواجز .. ومخافر .. وكلاب

والعالم العربي .. إما نعجة

مذبوحة أو حاكم قصَّاب

والعالم العربي يرهن سيفه

فحكاية الشرف الرفيع سراب

والعالم العربي يخزن نفطه

في خصيتيه .. وربك الوهاب

والناس قبل النفط أو من بعده

مستنزفون فسادة ودواب

8

يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟

لم يبق من كتب السماء كتاب ..

ماتت خيول بني أمية كلها

خجلاً .. وظل الصرف والإعراب

فكأنما كتب التراث خرافة

كبرى ، فلا عمر .. ولا خطاب

وبيارق ابن العاص تمسح دمعها

وعزيز مصر بالفصام مصاب

مَن ذا يصدق أن مصر تهودت

فمقام سيدنا الحسين يباب

ما هذه مصر .. فإن صلاتها

عبرية .. وإمامها كذاب

ما هذه مصر .. فإن سماءها

صغرت وإن نساءها أسلاب

إنْ جاء كافور .. فكم مِن حاكم

قهر الشعوب وتاجه قبقاب …

9

بحرية العينين .. يا قرطاجة

شاخ الزمان وأنتِ بعد شباب

هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟

أم أن حبي التونسي سراب

أنا متعب .. ودفاتري تعبت معي

هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟

حزني بنفسجة يبللها الندى

وضفاف جرحي روضة مِعشاب

لا تعذليني .. إنْ كشفتُ مواجعي

وجه الحقيقة ما عليه نقاب

الجنون وراء نصف قصائدي

أوليس في بعض الجنون صواب ؟

فتحملي غضبي الجميل فربما

ثارت على أمر السماء هضاب

فإذا صرختُ بوجه مَن أحببتهم

فلكِ يعيش الحب والأحباب

وإذا قسوتُ على العروبة مرة

فلقد تضيق بكحلها الأهداب

فلربما تجد العروبة نفسها

ويضيء في قلب الظلام شهاب

ولقد تطير مِن العقال حمامة

ومِن العباءة تطلع الأعشاب

10

قرطاجة .. قرطاجة .. قرطاجة ..

هل لي لصدرك رجعة ومتاب ؟

لا تغضبي مني .. إذا غلب الهوى

إن الهوى في طبعه غلاب

فذنوب شعري كلها مغفورة

والله جل جلاله التواب ..

 

تمت قراءته 2549 مرات آخر تعديل على الإثنين, 21 كانون2/يناير 2019 00:29
نشرت في ثقافة وفنون
السويداء اليوم

السويداء اليوم

فريق العمل في موقع السويداء اليوم

الموقع : www.swaidatoday.com

مقالات أخرى للكاتب

  • رسالة مواطن موجوع
  • الأستاذ حمد اشتي ستبقى في ذاكرة الأجيال قدوة ومثالاً
  • البدعيش: موسيقيون ومنشدون من السويداء خرجوا بفنهم إلى العالمية
  • قاسم وهب نجم هوى
  • كلمات في الحب
المزيد في هذه الفئة : « النيزك: (غواية الاحتراق) قصة: جميل سلّوم شقير (فؤاد الورهاني : (من مظاهر الحياة في أستراليا »
عد إلى الأعلى

البحث في الموقع

أرسل مقالاً

هل ترغب في نشر مقالك في الموقع؟ لديك مساهمة او وجهة نظر؟ للتواصل معنا الرجاء

استخدم النموذج التالي

  • مساهمات ابداعية
  • دراسات

  • إن لم تكن عيناكِ ..

  • خريف امرأة

  • - رجل اسمه الخابور

  • لو استبدلنا الدخول بالخروج

  • أجمل الصباحات

  • أم الشهيد

  • قهوتي لكم جميعاً

  • حورية الليل وانتظار الفجر

  • >لا تحزني على ما يبعثره الموج

  • ينبت قمحك في وريدك.

  • 1

  • الثعلب التركي أردوغان ... يتلاعب بترمب وبن سلمان

  • نعمان عبد الغني … المدير الرياضي: الخلط في الأندية العربية

  • معلومه غاية في الاهمية للجلطه الدماغية

  • صدر عن دار الكرم بالتزامن مع "موسوعة الجبل" كتاب:( مذاهب كبار الفلاسفة)

  • د. مصطفى محمود: "العربية أصل اللغات" وأهلها يتشدقون بلغات الآخرين

  • الشكل الفني والجمالي واثره في التنمية - السويداء أنموذجا

  • برسم مهندسي زراعة السويداء: لماذا لا نكاثر أصنافاً من الحراج تلائم بيئتنا؟

  • الرصيف الروماني في اللجاة ( طريق الحج)

  • إخراج جديد

  • ملكة الصحراء "غيرترود بل" تعلمت العربية وركبت الحصان والجمل

  • 1
  • 2

اتصل بنا

 
220211
info@sswaidatoday.com
 
 
موقع السويداء اليوم
مقابل مؤسسة الاتصالات
بناء صلاح بدران - الطابق الثاني
 
 
www.swaidatoday.com
 

المزيد ضمن الموقع

من نحن


كتّاب الموقع


التسجيل


شروط الاستخدام و اعادة النشر

السويداء اليوم موقع أهلي خدمي غير حكومي ، وغير ربحي.مستقل عن أية جهة سياسية أو غير سياسية ، داخلية أو خارجية ، ولا تمثله سوى مقالات الإدارة المنشورة في الموقع الإلكتروني الخاص بها .

يرعى الموقع زياد صيموعة

القنصل الفخري السوري في نيجيريا –لاغوس

مدير الموقع: الصحفي منهال الشوفي

 

جميع المواد المنشورة فيها ، وجميع أوجه نشاطاتها مجانية ولا يتلقى الشخص الذي يقوم بها أي مقابل مالي

اقرأ المزيد