• الرئيسية
  • أخبار
    • أخبار سورية
  • من المهجر
  • ثقافة
  • رياضة
  • تحقيقات
  • مجتمع
  • أقلام و آراء
    • رمية حرة
  • الموسوعة
  • دراسات
  • اتصل بنا
  • أرسل مقالاً
  • اقرأ التفاصيل
    كانون1 07, 2017 00:05
  • 1

 

السويداء اليوم

ثقافي اجتماعي منوّع

 

الخميس, 25 كانون1/ديسمبر 2014 17:46

منهجية تدوين التاريخ الشفوي (أحداث الثورة السورية الكبرى 1925م نموذجاً)

كتبه  السويداء اليوم
  • طباعة
  • البريد الإلكتروني
قييم هذا الموضوع
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
(4 أصوات)
منهجية تدوين التاريخ الشفوي (أحداث الثورة السورية الكبرى 1925م نموذجاً)

  نصار واكد

  أمين سر الجمعية التاريخية بالسويداء

مقدمة :

احتلت مسألة البحث عن الحقيقة والمعرفة التاريخية ، على اهتمام المؤرخين والباحثين وخاصة بعد تعدد وتنوع مصادرها ، فظهرت دراسات ومناهج نقدية للمصادر ، منها ما له علاقة بنقد الوثائق التاريخية  المكتوبة ، ومنها ما له نقد الرواية الشفوية ، وتزداد في الآونة الاخيرة أهمية التاريخ الشفوي باعتباره مصدراً تاريخياً ،ويلقى رواجاً في الأوساط العلمية  ،واصبح موضوعا مستقلا ً له مناهجهه وبرامجه تؤلف فيه الكتب ،وتعقد له الندوات ،وتقام له المؤتمرات ،وتؤسس له الجمعيات التاريخية ،يقول  المؤرخ فيدر a.federYإن المأثورات والروايات الشفهية يجب أن يؤخذ بها ،  ومنها ما تستحق الثقة .(1)

الأمر الذي دفعني لكتابة هذا البحث في منهجية تدوين وتوثيق التاريخ الشفوي ،  ليكون إسهاماً في لفت الانتباه الى أهمية النظر جدياً في توثيق تأريخنا الشفهي،  بشكل علمي ومنهحي  ومنظم.، ودور الرواية الشفوية في الإسناد التاريخي ، وتجديد المادة التاريخية  ،ونقدها منهجيا.

إن الكتابة في هذا الموضوع ليست سهلة  ، لأنها تستدعي تحديداً  لمصطلحات وكلمات وعلاقات عدة ، ترتبط ارتباطاً مباشراً بعلم التاريخ الشفوي ،الذي يعتمد على مصادر شفوية في الأساس دون الالتزام بوجود سند من الوثائق او مواد أرشيفية اخرى .

واذا كانت حقول التاريخ اتسعت الى مالا نهاية له ،من نشاطات الإنسان، فإن منهجيته وطرائقه كان لابد ًمن أن تواكب هذه الحقول ،وتستجيب لمتطلباتها المعرفية .

 إن الشفوية كطريقة في نقل الأخبار ليست بالجديدة بل هي الطريقة الأولى والعفوية في النقل ،ومن خلالها بدأ التدوين في كل الحضارات المكتوبة ، ومن بينها حضارتنا العربية،  ويمكن أن نضيف الى هذه  الحقيقة البديهة ، اعتماد الرواية الشفوية مصدراً لكتابة تاريخية حديثة  ومعاصرة.وهناك حالات  كثيرة قد لا  ينطق بها المكتوب كالذاكرة المقموعة أو المكبوتة  ، وذاكرة مناضلين طواهم النسيان ،أو ذاكرة مستضعفين في الحروب الاستعمارية والأهلية ،أو فترات اضطهاد، أو ذاكرة مهمشين في السجون، أو المعتقلات  أو في المنافي ...الخ... وقد آن الآوان أن يكون للشهاده الشفوية فرصة لتحويلها الى تاريخ مكتوب .

ويجب إبراز المهام التي  تقوم بها  المرأة في جميع الاحداث  بأنواعها ، وبشكل خاص في أحداث الثورة السورية الكبرى 1925 المغيبة تماما ً ،علما بأن لهن  دوراً لا يستهان به ،بخاصة  اللاواتي  رافقن أزواجهن الى المنافي الصحراوية ،كمنطقة وادي السرحان المشهورة ،ومنهن  من تعرضن للتعذيب أو الاعتقال بسبب نشاط أقاربهن ،أو أحد  أفراد عائلاتهن ،

والوثائق التاريخية ومنها الكتب التي دونت لا يمكن أن تقول لنا كل شئ  عن ماضينا ،لأنها غالباً ما تركز على الشخصيات  المشهورة ،والأحداث الكبيرة ، وتميل الى تغييب كل شئ عن الناس العاديين . من هنا نقول :إن التاريخ  الشفوي يملأ الثغرات  في كتابة  التاريخ ، ليكون أكثر شمولاً لصانعي الحدث التاريخي  ، وإن حفظ وتسجيل ذكريات الماضي لا يمكن أن يعرضه التاريخ  المكتوب وحده بعيداًعن  التاريخ الشفوي ، بالرغم من أن البعض حاول الجمع بين الشفوي والكتابي برصد حقائق ومواقف كامنه في صدورهم ، وتجسد  ذلك من خلال كتابته المذكرات الشخصية .

لذلك يمكننا أن نقول ونركز على أن التاريخ الشفوي المروي  يعد  من الوثائق المهمة التي لا تقل أهمية عن الوثائق المدونه  ، فهي تحفظ جوانب مهمة من تاريحنا الحافل بالأحداث الوطنية

ان التوثيق الشفوي الممنهج سلاح مهم يجب على المؤرخ اتقان استخدامه  ، لأن الكلمة الموثقة الصادقة هي الصورة الحقيقية والشهادة الحقيقية التي لايمكن نكرانها ،  وخاصة عندما يتعلق الأمر بتاريخ الأعمال المضيئة في حياة شعبنا .

وأقصد بالرواية الشفوية هي التي تناقلتها الألسن من شخص لآخر ، أو من جيل لجيل كما سيمر معنا في هذا البحث ، ولم تجد العناية أو الاهتمام لتدوينها ، وتحمل في طياتها معلومات قيمة في مختلف المجالات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية ، وقد تصبح  الروايات الشفوية مجرد أداة لنفي أو إثبات وجهات نظر معينة.

هذا و لا  يمكن قراءة التاريخ قراءة مرجعية  (2)من دون الرجوع الى المستندات الموثقة لأحداثه ومساراته ومحطاته الهامة ، سواء كانت  مادية أم مخطوطة أم مطبوعة أم شفوية  والتي سدت فراغا وصححت معلومات في  التاريخ ، هذا و لا يمكن تصور تاريخ البشرية من دون هذه الوثائق والتي أصبحت ركيزة  كمصدر للتأريخ . 

و تاريخنا غني عبر عصوره المتعاقبة بالتراث  الشفوي والغني بالمآثر الوطنية ،وبخاصة في عصرنا الحاضر   وعبر العصور التاريخية  المنتشرة على  امتداد سوريا ، وبالأخص  محافظة السويداء  ، التي تعد حقلا فسيحاً يستطيع فيه العلماء  والمؤرخون العمل  المثمر، وهذا مانجده اليوم في  العديد من المؤلفات التاريخية  ، التي  تهدف الى جمع و كتابة التراث الشعبي الشفوي  للثورة السورية الكبرى ، تمجيداً لمقاومة وبطولات شعبنا  من أجل حرية الوطن واستقلاله ووحدته الوطنية .

وتعد لجنة التراث المكلفة بالعمل على جمع ودراسة التراث الشعبي المادي والمعنوي، وتوثيقه وحفظه في صرح الثورة السورية في بلدة القريا، ومن نتائج عملها جمع وتوثيق اسماء  3339 شهيدا من شهداء الثورة السورية الكبرى، وأبرزت بعض المعدات الحربية وعشرات الوثائق التاريخية، بالإضافة الى مدونات رواها أبناء وأحفاد المجاهدين (3)

وقد ارتحل الى محافظتنا عدد كبير من الرحالة والمستشرقين الأجانب ، كتبوا ودونوا كثيراً من الروايات الشفوية ، عن العادات والتقاليد وتاريخ الاستيطان ....الخ  كما دونوا نتائج أبحاثهم الأثرية والتاريخية، في كتب ترجم معظمها الى اللغة العربية، مثل العالم االسويسري جون لويس بركهاردت الذي زار منطقتنا عام 1810م ودون معظم مشاهداته، وترجم تلك المشاهدات الأستاذ سلامة عبيد (4)ومن المترجمات الحديثة أيضا، ترجمة كتاب مغامرات بين خرائب باشان للدكتورالايرلندي وليم رايت ، الذي زار منطقتنا عام 1874م (5)وكتاب مذكرات الكابتن كاربييه في جبل العرب عام 1929م (6)  وعلى الرغم من  الترجمات العديدة والمثمرة، هناك وثائق نادرة لا يزال يعثر عليها بين الحين والآخر . وفي هذا السياق  أصبح  الاهتمام  بتاريخنا المدون والشفوي سمة هامه من سمات عصرنا الراهن، وخاصة مع تطور تكنولوجيا الاتصالات ، وثورة المعلومات، التي أعطت الوثائق قيمة جديدة وحاسمة في العثور على حقائق تجلي صورة الماضي، وفي قضايا قد تكون محط خلاف في الحاضر وربما تكون في المستقبل . لذلك يعد علم التاريخ من أكثر العلوم الإنسانية تعقيداً، لأنه يشمل جميع نشاطات الإنسان، وما دون من تلك النشاطات لا يشكل سوى جزء قليل من الكم الهائل لأعمال البشر، الذين مضوا من دون أن يعرف كثيراً عن اعمالهم .ومن هنا تأتي أهمية التاريخ الشفوي الذي يعتبر حقلاً جديداً في حقول البحث التاريخي ومنهجا ً بحثياً جديداً، يتيح للمؤرخين اكتشاف عوالم معرفية وتاريخية جديدة ، من خلال إعطاء الكلمة للمغيبين عن التاريخ المكتوب والمهمشين في المجتمع.

لقد استخدم الباحثون المخطوطات المدونه والشفوية مصادرأً لدراساتهم  التاريخية: فجدوا واجتهدوا في البحث عنها والاستعانة بها ،  ويأمل البعض منهم أن يعود نشر ما يقع بين إيديهم من مخطوطات ذات أهمية بالنفع على طلبة العلم والمتخصصين

وجاءت الرواية الشفوية مؤيدة لبعض المخطوطات وكاشفة  خطأ بعضها الآخر، ولنأخذ مثالاً حول التناقض بين العديد من المؤرخين الذين أرخوا دخول آل الأطرش مدينة السويداء ونهاية حكم آل الحمدان، فهذا حنا ابو راشد ويوافقه الضابط الفرنسي (بورون ) في كتابه بالفرنسية ،والاستاذ صلاح مزهر في احدى محاضراته، وسعيد الصغير في كتابه (بني معروف )كل هؤلاء يذكرون نهاية آل الحمدان عام 1869م، أما الدكتور فندي أبو فخر في كتابه (تاريخ حوران ) يدحض التاريخ السابق ويؤكد على أن عام 1876م هو نهاية  حكم آل الحمدان كما يوافقه الدكتور  وليم رايت الذي حل ضيفا عند شيخها واكد الحمدان 1874 م في كتابه الذي قام بترجمته الاستاذ كمال الشوفاني (7)ويؤكد الأستاذ نبيه القاضي(8)في مخطوطته ( العامية ) نهاية الحمدان عام 1876م ، نلاحظ مما سبق ان كل مؤرخ يعتمد على ماكتبه مؤرخ سابق وهكذا الى أن تظهر الحقيقة، ومن المخطوطات التي تدعمها الرواية الشفوية  من مؤرخين ورحالة، مخطوطة (حروب اللجاه 1837-1838 )للشيخ حسين ابراهيم الهجري  ( 9)المتميز في تأريخه لحروب اللجاه بالحصافة والأمانة ووفرة المعلومات وبأسلوب متميز وخاصة  في تصويره الدقيق لمعاناة السكان، وهم يواجهون القتل والتدمير والحصار، هذه المخطوطة  تعد مصدراً هاما ًيشمل تاريخ المنطقة بالكامل ، كونها تنطق بصدق معبرة عن آلام وآمال الانسان في حياة أفضل، وعن توقه لإحقاق حريته وكرامته، وكونها متوافقة مع ما كتب عن حرب اللجاه من وثائق عديدة. وبالرغم من ذلك يمكننا القول أن الوثيقة مهما كان نوعها فهي ليست مقدسة، بل تبقى  متهمة حتى تثبت الوثائق الأخرى براءتها، والدليل على ذلك وجود كثير من الأحداث التي قد تم تفسيرها والوصول الى استنتاجات مستندة  الى الوثائق ثم أثبتت الأيام فيما بعد أنها غير صحيحة، عند اكتشاف وثائق جديدة عن الوقائع نفسها ، مثال وثيقة العامية( البيان الصادرعن اجتماع مجدل الشور 1888م) نجد تناقضأ في(10)عدد الموقعين على الوثيقة منهم من يذكر 82 وآخر 89 توقيع وهكذا  .

  منهجية تدوين التاريخ الشفوي :

إن الثقافات المعروفة والمدونة، كانت في الأصل ثقافات شفوية كا لألياذة والأوديسة اليونانية وأيضا كتابات  العديد  من المؤرخين القدماء مثل  أبو التاريخ هيرودت (        Herodotus) والمؤرخ   توكيديوس ( THucydeos  )حيث جمعا واعتمدا الرواية الشفهية والمدونة ،كذلك مروراً  بالأخباريين  والمؤرخين العربالذين اعتمدوا الروايات الشفهية (10)مصدراً لتواريخهم  ،وكان جل اعتمادهم عليها ، وعلى شاهدعيان ، بالإضافة الى المذكرات الشخصية ، ، بل أن قدراً كبيراً من التراث المدون في ميادين علمية كان قوامه التداول  أو الرواية  الشفوية ،  وإ ن معظم المؤرخين والإخباريين والأدباء والشعراء الأوائل ، قد استفادوا من المصادر الشفهية في كتاباتهم   (11 )كالبلا ذري  296هجرية والطبري 310 هجرية والمسعودي 346هجري  وغيرهم ،  الذين اعتمدوا على الروايات الشفهية عند تأليف كتبهم ،وليس في الأمر مبالغة القول أن ابن خلدون شكل النموذج الأرقى في المدرسة التاريخية .،وبالرجوع الى بدايات التاريخ الشفوي  في العالم   ، نجد أن  بعض المؤرخين تبنوا المبدأالقائل (إن الحقائق مقدسة أما الرأي فمجاني ) وبعض المؤرخين استفادوا من مقولات  ابن خلدون العقلانية ، وطوروها لتصبح ركائز أساسية في علوم إنسانية ، منها التاريخ الاجتماعي وعلم الانثروبولوجيا وغيرها ، وبعض المؤرخين مؤخراً تنبهوا الى أهمية المصدر الشفوي ،وضرورة الاستفادة منه في كتابة تاريخ الجماعات ،  ويكفي التذكير بما شهدته إمريكا في النصف  الثاني من القرن العشرين ،في إعادة احياء مدرسة التأريخ الشفوي. حيث  يعيدون الاعتبار الى الرواية الشفهية  ،وظهر ذلك من خلال مدرستين  :الأولى اهتمت بالنخب السياسية والعسكرية والثقافية ، والثانية اهتمت بتاريخ المهمشين (12)  حيث سعت الى تبديل الدراسة التي كانت تقوم على ملء الاستمارات الى صياغة تقوم على التحري الميداني والملاحظة ، وأصبح استدعاء الذاكرة الفردية  ، وسيرة الحياة   وسيلة إدراك الواقع الاجتماعي ،هذا المنهج حقيقة ً ظهر بسبب ظهور موجات الاحتجاح الطلابي ضد حرب فيتنام ،  وبروز حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود ،  وحسب التاريخ المدون للبدايات المسجلة للتاريخ الشفوي يعود الى جامعة كولومبيا حيث اطلقت مشروعا ًلتدوين التاريخ الشفوي 1948.

أما في العصر الحديث  فقد نشطت حركة الاستفادة من  الرواية الشفوية في ميدان التاريخ ونتج عن ذلك كتب تاريخية عديدة ،  كنظام الحوليات والمؤلفات التاريخية العديدة ، وتأسيس المراكز الوطنية للبحث التاريخي  ، التي أشرفت على تدوين الروايات الشفوية  والتي تفتح الباب  على مصراعيه للبحث في تاريخ المهمشين  أو المغيبين من لا تاريخ مدون لهم .

وبحلول القرن العشرين  ، زاد الاهتمام بالتاريخ الشفوي حيث برزت حركة علمية وتأريخية تدعو  الى الاعتماد على الرواية الشفهية كمصدر  من مصادر التاريخ . (13)

ومن كان يمتلك وجهة نظر  بأن الروايات الشفهية  لا تصلح وثائق ومستندات لدراسة وكتابة التاريخ ، قد يتراجع عن رأيه بعد أن اطلع على معظم  الوثائق المدونة، التي كانت روايات شفوية متناقلة  قبل أن تدون،  وعلى هذا الاساس فان الوثائق الشفهية لا تقل عن الوثائق المدونة التي تفوقت  بكونها تخضع لعدة طرق للتاكد من خلوها من التزوير ،ولكن ليس من الصعب أن نضع ضوابط مماثلة لإثبات صحة الوثائق التاريخية  الشفوية قبل تسجيلها بوساطة آلات التسجيل أو تدوينها .فا لمقابلة الشخصية أو ما يسمى بالتاريخ الحي life history  لأجل تسجيل النص الشفهي الذي يتميز  بوضوح الأبعاد النفسية والإنسانية لحادثة ما ،  بينما من الصعب  الوصول اليها من خلال النص المكتوب .(  14)  فالمؤرخ في هذه الحالة يعيش الأحداث التي يدرسها عبر المشاركة فيها ،ولهذا السبب لا يجوز أن نبالغ في إبراز دورالفرد مهما كانت مرتبته الاجتماعية ، كما لا يجوز المبالغة في بناء استنتاجات عامة ، فالفرد مهما كانت مرتبته الاجتماعية لا يمكن أن يكون صانعاً للحدث بل مجرد مشارك فيه .

 إن المصدر الشفوي ضرورة علمية لفهم حقائق التاريخ  ،  وحقائق التاريخ  في التعريف الحديث لها :هي كل ماتركه الإنسان من أعمال ومخطوطات ووثائق وتسجيلات وعادات وتقاليد وطقوس دينية وفنون وقصص شعبية  ، (15)لذلك زاد اهتمام العلماء اليوم اكثر من السابق بأهمية تدوين التاريخ الشفوي مع توفر القناعة بأن الرواية الشفوية قد تحتوي على قدر من الحقيقة والصدق،وذلك بعد إخضاع التاريخ الشفوي للفحص الدقيق بواسطة منهج البحث العلمي .

أهمية التاريخ الشفوي

 مساهمته قي تدوين العادات والتقاليد ، وتطور المجتمعات من جميع النواحي  ،وإن غياب  تدوين الروايات الشفهية في المجال الصناعي  والحرفي  مثلاً وغيا ب تصنيف صانعيها ، وتحديد مالكيها ، يسهل نقلها الى الخارج ونسبها الى تراث دول أخرى خارجية (16)

  كما يشكل التاريخ الشفوي مدخلا مهماً لتاريخ الجماعات أكثرمنه لتاريخ الأفراد وفي كتابة تاريخ من لا تاريخ لهم .وإن جزءا ً من التاريخ الحقيقي للأمم هو في الجانب الشفوي والذي يهمله الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين حصروا التاريخ في الجانب السياسي عبر تركيزهم على الحكام والأمم السابقة واللاحقة ولا يقومون برصد أو توثيق ومعالجة ما يدور داخل المجتمعات ، كما تكمن أهمية التاريخ الشفوي في أنه قادر على رصد الظاهرات الاجتماعية المستمرة عبر الأمثال الشعبية وعادات وتقاليد الولادة والزواج والوفاة ،وهناك العديد من المؤسسات  العلمية والوطنية أسست لتدوين الروايات الشفوية  وفق منهجية البحث العلمي، التي ظهرت مؤخرا في العالم وفي الدول العربية مثل مركز البحوث التاريخية في الامارات ، وحدة التاريخ الشفوي بالسعودية(17)ومركز زايد للتراث والتاريخ  الشفوي في مدينة العين، ومركز الوثائق والأرشيف في سوريا .

معظم الدول المتقدمة تولي أهمية استثنائية للتاريخ الشفوي  ، كالمؤتمر الذي عقد في رومانيا وعلى مستوى العالم ، حيث عقد المؤتمر الخامس عشر للعلوم التاريخية في بوخارست برومانيا في الفترة مابين 10و17 أب 1980 بمشاركة عدد كبير من المؤرخين الذين وفدوا من جميع دول العالم ،بإشراف اللجنة الدولية للعلوم التاريخية ، ونشرت اعماله في ثلاثة مجلدات بدعم مالي من اليونسكو ،  وتأتي أهمية هذا المؤتمر في أنه أفرد ثلاثة أيام كاملة لمناقشة التقارير التي قدمها الباحثون قي موضوع أهمية التاريخ الشفوي ،وهو أول مؤتمر دولي يولي مثل هذا الاهتمام الكبير بمنهجية التاريخ الشفوي ،وقد أوصى المشاركون فيه بضرورة الاستفادة منها في كتابة التاريخ المعاصر بشكل خاص.(18)

توثيق التاريخ الشفوي:إذا أخذنا بعين الاعتبار أن التاريخ الشفوي مصدرٌ مكمل ٌيحدد ُأو يصححُ الأحداث والوقائع التاريخية  التي وثقتها المصادر التقليدية، وفي حال عدم توفر الوثائق  التاريخية لأسباب تتعلق مثلا بالمدة القانونية للاطلاع عليها  أو لأنها فقدت لأسباب مجهولة ،  الأمر الذي يستدعي ضرورة  الاعتماد على الشهادات والروايات الشفهية لإعتبارات عديدة مكونة  المصدر الاساسي للتوثيق التاريخي فيما بعد .

إن التفجر المعرفي من ظهور أجهزة التصوير والتسجيل الصوتي والمرئي وصولاً الى البريد الالكتروني والانترنت فرض تعديل في الشعار المطروح سابقا في الكتابة التاريخية ( لا وثائق يعني لا تاريخ ) .(19)وبما أن الوثائق التي تخص الثورة السورية  الكبرى معظمها مغمور ومازال شفوياً يتردد في الديوانيات العامة ومعظمها غير مدون وموثق ، ونحن على يقين وثقة من أن الأيام المقبله حافلة بالجديد والغني من المكتشفات والوثائق والمؤلفات والروايات الشفهية التي تنير جوانب من تاريخنا المعاصر، وتطل على آفاق كانت لنا مجهولة ، هذه الثروات الثمينة التي  خلفها الأجداد لها حسناتها ومزاياها ولها عيوبها وآفاتها ،إنها ابنة عصورها  موسومه بطابعها تحمل أهوائها ونزاعاتها ، وفيها خيرها وشرها ، وليس هنا موضع الحديث عن المحاسن والمساؤئ التي تكتنف المادة التاريخية ، فذلك من شأن الباحث المؤرخ صاحب  الرؤية البصيرة والحس التاريخي والنظرة الناقدة المسترشد بمنهجية البحث التاريخي  .

 في هذه الدراسة تم  التركيز على نقطة هامة  تدور حول أهمية التأريخ الشفوي وتدوين الأحداث الفردية من مرقعي العبي  وتحويلها الى وثائق تاريخية لتكون مصدراً لإعادة كتابة وقراءة تاريخنا الوطني بموضوعية ومنهجية علمية ، لأن الرواية الشفوية من حيث مضمونها التاريخي تعتبر منطلقا لتوسيع مجال البحث العلمي وتطوير مناهجه ،حيث تسمح لنا بالتعرف على الجديد من المعطيات التاريخية ومن ثم ننتقل في معالجتنا لتاريخنا من جمع المعلومات وصياغتها الى تجديد المادة التاريخية ونقد مضمونها وتحليلها منهجيا .، يقول الاستاذ سلامة عبيد  : ((إن إعادة كتابة التاريخ تتطلب عملاً جماعياً ، بإعتبار أن العمل الفردي قاصراً عن الجهد المنظم المشترك  ،والاتجاه الانساني هو اتجاه جماعي في شتى المجالات الاجتماعية  في جو من الحرية النابعة من ضمير الكاتب  (20)))

 

إن الاعتماد على التاريخ الشفوي في كتابة الثورة السورية الكبرى 1925 م  مثلا لا يعني بالضرورة الدعوة للتخلي عن استعمال المصادر الأخرى بل إثراءً لها ومزيداً من السعي لفهم أهدافها وذلك على اعتبار أن من ندون له هو من  ساهم في صنع الحدث ، ومن هنا نقول إن الوثيقة الشفوية هي نتاج لعملية التذكر الذي يربط الماضي بالحاضر بطريقة أفضل ،كما أن  صاحب الذاكرة يروي ملاحظاته ومشاهداته من أحداث الأمس بالتفصيل  ويتم الحصول على تلك الملاحظات والمشاهدات   (21)عبر حوار يجريه المؤرخ   مع الراوي، على شكل  أسئلة متنوعة وتحقيق موضوعي عن الأحداث التي عاشها خلال الثورة السورية والأحداث الهامة التي مرت بها سوريا آنذاك .كماإن أهمية التاريخ الحي أو التراث الشفوي للثورة السورية الكبرى 1925 واهتمام المؤرخين تفرض علينا دراستها و وضع السبل والآليات  والفرضيات التي تساعدالجميع على إعادة جمع و توثيق أحداث الثورة من مختلف الجوانب  الوطنية والاقتصادية والاجتماعية ،  ولا سيما أن صناعها يتوالى  فقدانهم لها بالتدريج  يوما بعد يوم  ، حيث تنطمس  حينذاك الوثيقة التاريخية ومعها   الحقيقة التاريخية .

تأريخ الرواية الشفوية

لتدوين روايتان  شفويتان الأولى  مصدرها القائد العام للثورة  السورية سلطان الأطرش  دونت أثناء أحداث الثورة ، من قبل مؤرخ معاصر،  وتم التوقيع عليها  بالقلم الأحمر صاحب الرواية  الشفوية  نفسه بعد الإطلاع عليها  ، وأعتبرت وثيقة معتمدة  ومصدرا ًتاريخيا ً

والرواية الشفوية الثانية  رويت من أحد مجاهدي الثورة ، ولكن بعد مضي فترة زمنية طويلة تقدر بنصف قرن ، ولنقارن  بين الروايتن اللتين اصبحتا من الوثائق المعتمدة في التاريخ .

الرواية الاولى ((إن الروح النضالية التي تمثلت بأسمى قيمها في تلك العصبة المجاهدة لجديرة بالتقدير والإعجاب ، فقد قطعت في سيرها من وعرة الصفا جنوباً الى جبل الزاوية شمالاً حوالى ثمانمائة كيلو متراً ذهاباً واياباً في سبيل غرس شجرة الحرية التي يتفيأ  المواطنون السوريون بظلها منذ عهد الاستقلال . ومنذ أن ازدادت أوضاعنا  تدهوراً  داخل الجبل وخارجه  كان لزاما ًعلينا أن نجعل من واحة الازرق مقراً جديداً لقيادة الثورة ، بعد أن وطد الفرنسيون سلطته الكاملة على سائر انحاء البلاد وغدا أحرارها مشتتين ، فإننا لم نفكر بالاستسلام ولا خارت لنا عزيمة في مواصلة النضال )) (22)الفقرة السابقة ،من  الروايات  الشفوية  للقائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش  بنفسه ومن ثم دونت كتابياً عن طريق مؤرخ موضوعي ،وللتأكد تم التوقيع على صحتها بعد قراءتها  .لذلك اعتبرت وثيقة  تاريخية مدونه ومعتمدة  ومؤثقة ولا تحتاج الى جهد مؤرخ ولا تحليل ولا شك في مصداقيتها .

أما الرواية الشفوية الثانية  التي تثري أحداث الثورة السورية الكبرى   1925 م لأهميتها الوطنية والاجتماعية والاقتصادية  محاولاً اتباع  طريقة  المنهج العلمي في تحويل الرواية الشفوية الى وثيقة  كتابية لتصبح مصدراً تاريخياً معتمداً .وكنموذج للروايات الشفوية المغمورة

الراوي  مجاهد من مجاهدي الثورة السورية الكبرى الشيخ أبو علي سليمان العيسمي ، والرواية تعود الى زمن احداث  الثورة السورية الكبرى 1925 والمكان  قرية امتان  (23)التابعة لمنطقة صلخد – محافظة السويداء  ، تاريخ رواية الراوي   1978م،

 نص الرواية كما رويت :في ربيع عام 1927كان الثوار مشتتين على أطراف الجبل  بعد أن  وطد الاحتلال الفرنسي سلطته على سائر أنحاء سوريا ،وقبل لجوء الثوار الى الأردن كانت امتان إحدى القرى التي تزود الثوار بالمؤن والذخيرة  ،حيث يجمع النشطاء من الأهالي  المؤن سراً ويرسلونها الى مكان تجمع الثوار في( غرابة ) (24)  وذلك   بواسطة ( الجمال   )التي يرعاها  البدوي بشير الشراري ،وكان مكان جمع المؤن يومئذ بدار علي يوسف المصفي   .شاهد المخبر السري  ( س )عودة قافلة الجمال عائدة بلا أحمال  قبل طلوع الفجر قادمة من غرابة ومعها حسين المصفي ، عرف المخبر السري للفرنسيين  بالأمر وأسرع الى تل الخضر حيث مقرالقوات الفرنسية ، وأخبرهم  بأنه شاهد  قافلة  الجمال عائدة  بعد أن أوصلت المؤن للثوار في مكان تجمعهم ،  وأضاف المخبر بأن علي المصفي يمتلك  بارودة عتيقة  ، جهز الفرنسيون حملة مداهمة بقيادة ضابط وجنديين احدهما سنغالي والآخر مغربي ، فتشت بيت على المصفي عدة مرات ولم تجد شيئا ً ، فأمر الضابط الفرنسي بالتفتيش على البارودة في التبان (25)بجانب  المنزل وأعط أمرا لصاحب المنزل القيام بالتفتيش وتحت مراقبته ،  وفعلا ًنفذ الأمر وأخذ  الشاعوب  (26) كأداة للتفتيش عن البارودة وبدأ يذري التبن  مثيراً زوبعة من الغبار   بقصد  إزعاج قوة المداهمة  ، وإرغامهم على الخروج من التبان ، وعندما أصبح قريباً من البارودة أخذت يداه ترتجفان من الخوف وبخاصة عندما سمع الضابط يقول :إذا وجدنا البارودة ،  لدينا  أمر بإعدام  صاحبها  فوراً بالرصاص  ، شعر السرجان المغربي بعلامات الخوف الظاهرة  على حركات علي المصفي  ، فأخذ الشاعوب منه وتابع العمل  ، عند ذلك  أطمأن الضابط من متابعة العمل وخرج من التبان  ينتظر نتائج التفتيش ، وبينما يقوم السرجان المغربي بعمله اصطدم الشاعوب بالبارودة ، فنظر الى صاحب البارودة  نظرة اطمئنان ،وأخذ يخفي البارودة بالتبن وأخبر الضابط بعدم العثور على البارودة عند ذلك أمرالضابط 

بحرق الدار حيث تم حرق الفرشه بالكامل أولاً  ومن ثم الأبواب ومن شدة الحرارة  انقطع الحنت الحجري البازلتي  ومالت الجدران ولكنها بقيت متخلخلة وغير صالحة للسكن حتى عام 1982م حيث رممت ، ومازال الحنت  المقطوع  شاهداً حتى الآن على  عملية حرق الدار التي  كانت بسبب الوشاية المتضمنه  نقل المؤن للثوار وإخفاء البارودة  .

 هذه الحادثة كانت بحضور  سليمان خطار بحصاص  الذي  هذه  الحادثة  عدة مرات ،وشيخ آخر من قرية الدور ، كان عسكرياً من ضمن القوة الفرنسية  ،وشاهداً على وشاية المخبر السري  و على عملية حرق الدار (27 )

إن الوصول الى الحقيقة التاريخية عن طريق الرواية الشفوية ليس بالأمر السهل على أي باحث مهماكانت مقدرته وخبرته الواسعة وذلك لصعوبة تحليل الروايات واستخلاص المعطيات التاريخية منها، وهذا يتطلب المثابرة والممارسة والصبر والتركيز كما يتطلب منهجية علمية متكاملة لكي تتحول الى مصدر اساسي للدراسات التاريخية العلمية  ،  فهي مازالت حتى الان عرضه للشك والحذر  وتستخدم غالباً في مجال المقارنه مع ما أغفلته الوثائق المكتوبة بالرغم من أنها تعيد التوازن التاريخي وتولي اهتماما ً كبيراً بدور الطبقات الدنيا والفئات المهمشه .

الهدف المتوخى من دراسة وتحليل الرواية الشفوية :

*-إن مجالات البحث المتصلة بمضمون الرواية الشفوية  كفيلة بتجديد نظرتنا الى قضايا تاريخنا الوطني .

*-إن ما كتب عن تاريخنا المعاصر أعتمد على مصادر ومراجع  تناولت الأحداث الكبرى ،كمعركة المزرعة والكفر والمسيفرة ، كتابة سردية تقليدية   بعيدة عن  الرؤية النقدية للتاريخ موضوعا ومنهجا ،  على الرغم من الدعوات التجديدية التي تظهر من حين لآخر من هنا وهناك ، في حين ظلت الاحداث الفردية من صناع الحدث هامشية ، إن لم تكن غائبة ،وهذا ما يتطلب إعادة كتابة التاريخ من جديد وفق وثائق وروايات شفوية ، الامر الذي يفرض  على الباحث الرجوع الى الروايات وتحليل مضمونها التاريخي ، وفهم دلالاتها الوطنية و الاقتصادية والاجتماعية . وتدوينها بكتابة تفسيرية وتحليلية ، وهذا يتطلب من الباحث الاستفادة من العلوم المساعدة للتاريخ مثل علم الاحصاء والخرائط والجغرافيا وفقه اللغة في تحليل الرواية الشفوية .

علما بإن الدراسات الأكاديمية التي تتعلق بالرواية الشفوية وتأريخها  مازالت محدودة ، الأمر الذي يتطلب المطالبة بالجامعات لتدريسها والقيام بأبحاث منهجية لها .

إذا أردنا أن نحلل الرواية السابقة وفق منهجية البحث التاريخي  لتصبح مصدرا ً لابد من نقد تاريخي لها ، ذلك النقد  الذي  يقوم الباحث بعملية فكرية تراجعية  ، نقطة الانطلاق فيها الرواية  الشفوية ونقطة الهدف الواقعة التاريخية ،  وبين النقطتين تحليل مفصل للاستدلالات من سماع الرواية الى معرفة الوقائع بدقة  ، والذي يهدف  أخيراً الى إصدار حكم او اإداء رأي واضح ، ويتم ذلك بإخضاع المعلومات في الرواية الشفوية والبيانات والأحداث لاختبارات عقلية ومنطقية ويقسم النقد التاريخي الى قسمين : نقد خارجي ونقد باطني والذي يقسم الى نقد باطني ايجابي ونقد باطني سلبي ويكون النقد الايجابي يتمثل في  فهم الهدف من الرواية –مضمون الرواية –هل تحوي معلومات تاريخية دقيقة ، وتعبر عن سلوك الأفراد ونشاطهم الوطني والاقتصادي  ،مما جعل الرواية أشبه بمنجم للمادة الاولية التي تتحدد قيمتها وفق امكانيات ومقدرات الباحث التاريخي الذي يتمكن من سماع الرواية وتدوينها بعد  الحصول على معلومات جديدة

ونقد سلبي يتمثل بنقد الراوي : مكانته الأجتماعية – صدقه – نزاهته في ذكر الحوادث – معاصرته للحدث  - قدرته على نقل الرواية – سلامة حواسه –ميوله السياسية أو الطائفية  - نفسيته .قدرته على تحليل الرواية من أسباب  وقوع الحدث والنتائج التي تولدت عنه – فالحدث يقع مرة واحدة ولكن تتم روايته عدة مرات .

وعلى الرغم من الشكوك التي تتولد في ذهن الكثيرين حول الرواية الشفوية فإننا نقول مع المؤرخ (هنري جونسون )لاشئ مؤكد وإن كل شئ يجب إثباته وهذا يتطلب مهنية في الإجابة على الاسئلة التالية  من الذي يروي الرواية ؟ الى من يتحدث ؟ولماذا يرويها ؟ هل هو حر  ؟ في أي عصر ؟

ثم تاتي عملية التركيب والتي تمثل ذروة البناء التاريخي وتكمن براعة الباحث في صناعة البحث في الربط بين المعطيات وتنظيمها وتحريرها حتى يكون لها معناها العام وتثير عملية التركيب التاريخي عدة قضايا من أبرزها التعليل الذي يقود الى الصيغة العامة التي تشبه القوانين .

واذا اتبعنا الطريقة المنهجية لتحليل الرواية السابقة نتوصل الى  

1-    حقيقة وجود الاستعمار الفرنسي على  أرض سوريا  .

2-    الزمان :الانتداب  الفرنسي  على سوريا وبالتاريخ 1927 - المكان  بلدة  امتان  -محافظة السويداء

3-    وجود مخبرين سريين وعملاء لصالح الدولة الاستعمارية  لأسباب منها ضعف الوازع الديني أوالوطني  أوالمعاشي .

4-    قوة تأثيرالشعور القومي والإنتماء العربي بين أبناء الأقطار العربية ( المغرب وسوريا ) . وتعاطف السرجان المغربي دليل واضح على ذلك مهما اشتدت الأزمات .

5-    عدم قناعة جنود المستعمرات  بالخدمة الإجبارية لصالح الدولة المستعمرة .

6-    صدق الراوي في ذكر الرواية  وتنوع مصادرها الشفوية وتناقلها للأجيال وعدم تحيزها لأي جهة .

7-    تعاطف السرجان المغربي مع الثوار الوطنيين  واستهزاؤه من المخبر السري و تصرفاته اللاوطنية .

8-    تعاون العشائر البدوية مع الأهالي والثوار ،بالمؤن والمعلومات

9-    دور المرأة السورية في رفع الروح المعنوية للثوار وإعداد المؤن لهم .(27)

10-استمرارية الثورة  وعدم الاستسلام بالرغم من سيطرة فرنسا  على معظم مناطق سورية .

واذا أردنا تأريخ هذه الرواية  علينا  الأخذ بالإعتبار الملاحظات التالية :

n     التأكد  من صحة وقوع الحدث التاريخي .

n     تعليل  أسباب وقوع الحدث  ( نقل المؤن والذخيرة للمجاهدين  و وجود أسلحة عند المواطنين الوطنيين .

n     تعد  هذه الرواية الشفهية ومثيلاتها مصدراً هاما ً  لا يقل أهمية عن مصادر كتابة التاريخ عند المؤرخين  حيث تغطي جانباً  واسعاً من البحوث وإحدى طرق اكتشاف المعارف الغنية ، حيث تحتوي على معلومات وأحداث وقراءات تضيف رصيداً جديدا ً لتدوين الثورة السورية الكبرى 1925 م.

n     إن  اغفال هذه الرواية  ومثيلاتها  سوف يشكل نقصا في كتابة التاريخ  ،  فهذه الروايات الشفوية لا يمكننا  الحصول عليها من  قصور الحكام أو القادة التاريخيين ،بل  نجدها عند مرقعي العبي وعند صناع الحدث بالذات ، الذين كانوا وقودا ًمستمراً للثورة ، ويشعرالافراد  بمكانتهم وبدورهم في الاحداث التي شاركوا فيها  .

n     تدوين هذ الرواية  تفسح المجال للاخرين للرد عليها وهذه المنهجية تسهم في إظهار رؤية نقدية دقيقة وشاملة للرواية .

n     - يعود عدم تدوين هذه الرواية ومثيلاتها لأسبا ب لا بد من ذكرها كالأمية  وطبيعة الأعمال الزراعية ، والبدائية في العيش  ولشعور المواطن بأنه يقوم بواجبه الوطني بشكل عادي ،

n     -لا بد من تطبيق منهجية البحث على كل رواية من قبل المؤرخين  وعلى المؤرخ أن يفحص الرواية ويقومها وومعرفة الدوافع وطريقة تناقلها وإذا تم كل ذلك بنجاح يمكن تدوين الرواية وتصبح وثيقة تاريخية

n     تدوين الوثيقة الشفهية  يعلمنا عن الهدف المنشود اكثر من الوثيقة المكتوبة التي تتعرض للتلف أو التشويه لأسباب زمنية ومكانية أو التلاعب والتزوير بقصد الانتقام والتشهير  

 

راوي الرواية في التاريخ الشفوي :

لا رواية شفوية بدون راو ،  والرواية أو الخبر هي مادة التاريخ وإعتبار أي شخص في التاريخ الشفوي على أنه راو  يتوقف على حقيقة  معاصرته  ومعايشته للحدث ، و من الطرق والوسائل التي يقاس بها مدى واقعية مايرويه راو  ، عن حدث معين،  في فترة زمنية ما  ،  هو التساؤل   المباشر للتثبت إن كان فعلا عايش الحدث أو عاصره ؟ هذا الأمر يتوقف على حسابات الزمن المتعلقة بسن الراوي ، وعلى صفة الراوي ومكانته من  الواقعة التاريخية المراد رواية احداثها

فعندما يدعي الراوي بأنه عايش واقعة تاريخية ما ، زمن وتاريخ وقوعها ، عندها يجب البحث لمعرفة زمن ومكان ولادته ،  فالراوي ربما يروي واقعة أو حادثة تاريخية ، كان سنة وقوعها وقتها لا يتجاوز أربع أو خمس أو عشر سنوات ..الخ  أو حتى أنه لم يكن وقتئذ قد ولد  ، أو  أنه قد سمعها عن والده أو من هم اكبر منه سنا ، ومن هنا فإن الرواية الشفوية تتطلب راوياً عايش أو عاصر الحدث ،(28)

مادة الرواية في التاريخ الشفوي:الكلمة المنطوقة المحكية التي تخرج من بين الشفاه عربية كانت أو غير عربية هي مادة الرواية الشفوية وعمادها ، والمجتمعات الإنسانية وإن تعددت و كثرت فإن لكل مجتمع لغته الخاصة به ، و التي قد تتفق أو تختلف مع مجتمع آخر ، والرواية الشفوية وإن كانت نتاجاً لمجموعة من الحواس كالسمع و الرؤية ، إلا أن التاريخ الشفوي لا يرى وسيلة للتعبير غير الذي يخرج من بين الشفاه منطوقاً مسموعاَ ،  و تبقى  اللغة أو الصوت المنطوق الوسيلة  المثلى للاتصال ، فلا يجوز اعتبار لغة الإشارة لمن لا تتوفر لديهم قدرة النطق على أنها رواية شفوية تصلح و يعتمد عليها في التاريخ الشفوي ، حتى وإن كان ذلك الشخص الذي لا قدرة لديه على النطق قد يكون شاهداً للحدث بنفسه وعايشه ، لأن لغة الإشارة و إن كانت بديلاً للغة المنطوقة الإ أنها بالطبع ليست اللغة المنطوقة نفسها ، ولغة الإشارة لا تمنح الشخص لأن يعبر تعبيراً مفصلاً عما تزدحم به ذاكرته من أحداث و وقائع .،كما إنه لا يمكن اعتبار رواية شفوية سمعت  من شخص أثر الكبر والسن أو المرض  عليه.

وايضا يجب أن يخضع الباحث الذي يدون الرواية لعدة شروط منها

أن يكون مخلصا  امينا صبوراً لاينافق أصحاب الجاة او السلطان ولا يخف الحقائق التي لا ترضيه،  وأن تتوفر للباحث ملكة النقد،  وأن يكون موضوعيا ، ومتحررا ًمن الإعجاب والكراهية ، هذا وللعلم إن بعض من ساهموا في تدوين الروايات التاريخية ، قد شوهوالتاريخ عمداً او جهلاً ،  فان تشويه التاريخ الذي يحدث تحت سمعنا وبصرنا فهو أعظم وأفظع ، لأننا نشوهه عن علم وعن قصد ، والحقيقة إن الظروف الحالية تتطلب الموضوعية والتحليل النقدي ، وكتابتها وفق منهجية علمية .

لغة الرواية في التاريخ الشفوي :

يترك التقدم المادي و التكنولوجي الذي قد تشهده المجتمعات الإنسانية أثراً على ثقافاتها بشكل تدريجي ، و بنسب متفاوتة بين مجتمع و آخر ، وما دامت اللغة التي تتخاطب بها المجتمعات الإنسانية فيما بينها جزء من الثقافة عموماً ، فإنها عرضة لأن تتأثر بذلك التقدم المادي التكنولوجي  ، إنما المقصود من ذلك هو دخول مصطلحات جديدة لم تكن موجودة من قبل ، وقد تتأثر لغة شعوب و مجتمعات إنسانية بلغة محتل أجنبي سيطر عليها لفترة زمنية معينة ، مثل الجزائرحيث يبدأ الفرد  جمتله بكلمة فرنسية ويتابع بقية الجملة بالعربية (جي مارشية آ لا السوق أو انا ذاهب الى الميزون ).

 هذا وإن لغة الراوي المثقف المتعلم بالضرورة ليست كلغة الراوي غير المثقف وغير المتعلم. كما نجد اختلاف اللهجة  وشيوعها من منطقة لآخرى ، وعلى الباحث في التاريخ أن يتتبع الأساليب و المصطلحات والألفاظ التي تدل على معان قابلة للتغيير بطبيعتها ، مثل الألفاظ الخاصة بطبقات المجتمع ونظم الحكم والعادات التي تتغير لما تقتضيه ظروف الحياة، مثلاً نجد كثيراً من المخطوطات التاريخية أو الاقتصادية  القديمة تستخدم عبارات غير متداولة اليوم  ( القابل على نفسه أويعطي صفه لنفسه مثل (العبد الفقير  )ثم  يوقع أو يطبع الخاتم المدون عليه اسمه .

لابد للرواية الشفوية في التاريخ الشفوي بخاصةً لدى عامة الناس كونها تروى من قبل راوٍ عايش الحدث و عاصره ،أن يتلاءم ما تتضمنه من عبارات و مصطلحات مع الفترة الزمنية موضوع الرواية الشفوية ، لان الرواية في التاريخ الشفوي تسعى قدر المستطاع لاسترداد الواقعة التاريخية بكل أجوائها و تفاصيلها و دقائقها ، آخذين بعين الاعتبار استحالة عودة الزمان و المكان والأشخاص من جديد.

كما ويُفترض أن تتلائم المصطلحات والعبارات الواردة في الرواية الشفوية مع المستوى المعرفي والعلمي للراوي ، عند روايته لتفاصيل الحادثة التاريخية ، فعلى سبيل المثال العبارة المصرية  المشهورة (( السلام 98 )) التي غرقت في مياه البحر الأحمر في عام  2006م ، فقد روى أحد أفراد طاقمها  القبطان  ا قائلاً  أنه مع الارتفاع

المستمر في مستوى المياه  في البحر الأحمر مالت السفينة بشكل حاد لتبلغ درجة الميل 25 درجة و كانت هذه بداية النهاية  ، في حين أن روايات الناجين العاديين من غير أصحاب التخصص في قيادة السفن و العبارات البحرية ركزوا على اعتبار الدخان الكثيف الذي كان يتصاعد من أسفل السفينة مؤشراً وسبباً في غرق العبارة أو السفينة ، ولم يذكر أحدهم مثلاً بأن السفينة مالت على جانبها الأيمن بواقع 25 درجة فمعلومات القبطان أختلفت عن معلومات الركاب  خيث نجد روايات مختلفة لواقعة واحدة  (30)والكل متأكد إنه يروي الحقيقة ويستشهد بها ،  ويبني عليها نظريات وعقائد تؤجج المشاعر،  وتودي الى ما لا تحمد عقباه

ومثال آخر حادث اصطدام  بين سيارتين حدث أمام مجموعة من الأشخاص وطلبنا من كل واحد  أن يدون مشاهداته  عن  سبب الحادث فقط ،نجد اختلافاً كبيراًوهذا يعود الى مرجعية كل شخص وثقافته وخبرته  ،فمنهم من يقول قضاء الله وقدره ،وآخر  يقول عدم انتباه من السائق  وآخر يقول عدم صلاحية المركبة من فرامل ،وآخر يذكر السبب من السرعة الزائدة  أو من وجود حفرة بالطريق  الخ...فجميع الرواة اجمعوا على وقوع الحادث ونتائجه ولكنهم اختلفوا حول معرفة السبب ، وللوصول الى الحقيقة لا بد من وجود قاض ومحقق بارع ،وهكذا يكون المؤرخ الموضوعي .

الشك  في الرواية  الشفوية والتزوير في الوثائق الرسمية  :

الممارسة العملية حملت المؤرخين على التفكير بأنهم  أمام العديد من  الروايات  الشفوية ، تناقض بعضها بعضا ، فأدى هذا التناقض إلى وجود الخطأ ، و هذا يعني الإقرار بوجود الافتراء في الروايات الشفوية، و هكذا اقتضى الأمر بالضرورة قيام النقد السلبي  والباطني للرواية والراوي ،لذلك يجب أن تخضع روايات التاريخ الشفهي للتمحيص والغربلة والتدقيق ،.سأورد أمثلة عن التزوير في الوثائق المدونة مهما كان نوعها ، فمثلا في دولة  مصر

كان الفراعنة يعيدون كتابة بعض الأحداث  ناسبين إلى أنفسهم  معارك ينسب عدد من المؤرخين الى بعض فراعنة مصر إنهم كانوا يمحون ما سبق من أسلافهم  لم يخضوها وانتصارات لم يحرزوها بقصد  طمس أعمال الحكام السابقين، وفي العصور الحديثه والمعاصره وفي الدول المتقدمة أمثلة على التشكيك بكتابة تاريخهم ، كما حصل في الاتحاد السوفيتي سابقاً ففي الربع الأول من القرن العشرين  قامت ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى 1917 وتأسست دولة الاتحاد السوفيتي  وبعد وفاة لينين دار صراع   عنيف على السلطة بين  أبرز رفيقين وهما ستالين وتروتسكي ،(31)  واستلم السلطة ستالين فأول عمل قام به محا اسم تروتسكي من كل وثيقة بل من كل صورة ، وأعاد كتابة التاريخ بصورة واحدة .  من هنا يمكننا القول إن الوثائق الرسمية يمكن أن  يشك بها و تزور.

وهناك بعض الوثائق وخاصة الرسمية مشكوك بها ، ولنأخذ مثالاً الوثائق الرسمية الفرنسية أثناء الانتداب الفرنسي على سوريا ،  فهي مشكوك في محتواها والهدف الذي كتبت من أجله  ،  والشك في الوثيقة الفرنسية يدفعنا الى السؤال عن الهدف الذي يجعل السلطات الفرنسية تضع شرطا ًزمنياً طويلاً للكشف عن الوثائق التاريخية لديها، وكما نعلم لقد حدد الوقت بمدة 30 ثلاثين سنة  بعد وقوع الحدث التاريخي لكي يسمح بالاطلاع على أية وثيقة  .

الراوي والرواية

الرواية الشفوية عن واقعة تاريخية ما في فترة زمنية ما ، يرويها راو ، والراوي هو إنسان وكائن بشري تحركه دوافع وعواطف ، تجعله يميل أحياناً إلى تلك الجهة أو ذاك الشخص ،مما يؤثر على مصداقية وموضوعية ما يرويه ، ولأن الإنسان عرضة للميل والغفلة ،لذا  تنبه لهذا الأمر علماء الحديث النبوي الشريف عند بدء جمعهم  لما صدر عن النبي محمد من قول أو فعل أو تقرير ، فوضعوا علماً عُرف بعلم (32) الجرح و التعديل ، ويسمى علم " ميزان الرجال " وهو العلم الذي يُبحث فيه عن أحوال الرواة وأمانتهم ، وثقتهم ، وعدالتهم ، وضبطهم ، وكان اسلوب العنعنه وما زال متبعا في كثير من كتب التاريخ،  وبما أن الإنسان عرضة للميل والتحيز والهوى ، فإنه أيضاً عرضةٌ للخطأ غير المقصود ، وكذلك عرضة للنسيان ،وعدم القدرة على التذكر بفعل المرض أوتقدم السن ، وأحياناً لتدافع الأحداث وازدحامها وتشابهها لديه ، على الباحث المؤرخ في التاريخ الشفوي وأمام ميول ودوافع وأهواء النفس البشرية أن يتساءل  هل أعطى الراوي  معلومات  محرفة أوغير صحيحة ؟ وهل يخدم مصلحة دولة أو شعب أو حزب أو مذهب أو شخص معين ؟ و هل روى  بطريقة تظهر الجهة التي يميل إليها؟وتختلف في أحيان كثيرة رواية راوٍ رواها أثناء توليه لمنصب رسمي حكومي ،عن روايته تلك التي رواها بعد تقاعده ، أو تنحيته ، أو فصله لأسباب تمس النزاهه ، أو حتى عند تغير وزوال النظام الحاكم الذي كان يتولى في ظله ذلك المنصب الرسمي الرفيع ، كوزير أو مدير لموسسه أو موظف أو محاسب لقطاع ما  ...  الخ..... لأن هناك أحداث لم يكن بمقدوره الكشف عنها  كونها أخذت الطابع السري في تلك الفترة ، أو خوفاً على منصبه أو حياته .

فالباحث المؤرخ مطالب وفي كل الأحوال أن يجمع ما أمكن من روايات لرواة عدة ، حول الحادثة أو الواقعة التاريخية المنوي توثيقها ، لمقارنتها  مع بعضها بعضا  ، لمعرفة درجة التباين أو الأتفاق فيما بينها كلا أو جزءاً ، وكلما كثر عدد الروايات الشفوية المتعلقة بالحادثة أو الواقعة التاريخية ، من أولئك الذين عايشوها وعاصروها عن قرب ، كلما كان بالإمكان الوصول حقيقة الحدث التاريخي كما حصل  ، وتختلف روايات الرواة الذين عاصروا وعايشوا الحادثة و الواقعة التاريخية عند تناولهم لتفاصيلها ودقائقها من حيث تركيز بعضهم على جانب من جوانب الواقعة التاريخية دون الجوانب الأخرى ، وهذا مرده إلى تعدد اهتمامات الرواة أنفسهم وثقافاتهم وموقعهم الاجتماعي والسياسي  ،وإن تضارب اللروايات حول حدث ما  نوعا من تضارب المصالح وانعكاسا لصراع نوع ما  كا الصراع الطبقي أو القبلي أو العرقي أو الاقليمي في حقبة تاريخية ما  وهذه بحد ذاتها جزء من التاريخ الذي يجب أن  يكتب  .

فكتابة التاريخ الشفوي يعترضه اشكاليات عديدة يمكن صياغتها في بعض هذه التساؤلات التالية :ما مكانة التاريخ الشفوي بين بقية المصادر التاريخية ؟ ومتى نلجأ الى الرواية الشفوية ؟ومتى نعتمد عليها .؟ما المناهج الأكثر أصالة وموضوعية في نقد وتحليل الرواية الشفوية ؟متى تكون الرواية الشفوية داعمة للوثائق ومعارضة لها ؟كيف يمكن للرواية الشفوية الكاشفة للحقائق التاريخية التي غابت من المصادر الاخرى أن تظهر حقيقة الحادثة التاريخية ؟

الخاتمة

يسلك الباحث المؤرخ في سبيل الوصول لمصداقية تاريخية ما ، منهجاً وطريقاً وعراً وشاقاً ،  وجهداً كبيراً لإلتقاط المعلومات من أفواه الناس الذين كانوا شهوداً على بعض أحداثها ليحولوها الى كتب تاريخية ، فالباحث المؤرخ  عليه أن يخطو خطوات متتابعة متلازمة ومتداخلة ، وخاصة عند نقده وفحصه لتلك المصادر الشفوية  ظاهرياً وباطنياً

إن نقدالراوية في التاريخ الشفوي وفحصها يكون آنياً ووقتياً.وما أكثر الروايات الشفوية في منطقتنا وخاصة الملاحم البطولية الوطنية التي هي مصدر إعتزاز لنا ولأجيالنا بالمستقبل ، وعلينا المساهمة بجد واجتهاد وتعاون مع الجهات الأكاديمية  العلمية  لتدوين  الرواية الشفوية لتشكل دعما للحقيقة التاريخية المنشودة .

لا شك إن التعامل مع الرواية الشفوية عمل مض وشاق يتحمل فيه الباحث مجهودًا كبيرا ًومسؤولية وتبعات أخطاء كثيرة ،إلا أن المتعة  تكمن في انجاز العمل ومن ثم نشره   ، وحث الدراسين للاهتمام به، ليعيد التوازن الى الكتابات التاريخية من خلال إيلاء الاهتمام بأعمال الفئات والطبقات الدنيا (مرقعي العبي )

لا تزال الى اليوم الكتابة في مجال التاريخ الشفوي على أهمية هذا  الحقل المعرفي الهام  غائبة عن كثير من الدراسات التاريخية ، على الرغم من توفر المبادرات الفردية  في ميادين الإعلام التي وظفت تقنيات التاريخ الشفوي في كتابة التاريخ السياسي والسير الذاتية والتراجم ،ولكنها في الحقيقة تفتقر الى المنهجية العلمية بسبب أهوائها وإنحيازها ....

وفي الوقت الحاضر تسعى مؤسسات المجتمع المدني  ومنها الجمعية التاريخية بالسويداء الى تقصي الحقائق ومتابعتها من خلال إسناد النصوص المكتوبة بمقابلات شفوية تغني تلك الوثائق   لكن نجاح جهودها وتطوير أداءها يعتمدان على وجود حافز للقيام بتدوين تاريخ من لا تاريخ مكتوب لهم أولًا، الدعم المادي والظروف الحالية التي نعيشها اليوم ثانياً ، وليس من شك في أن بأمكاننا أن نستعيد كثيراً من وقائع تاريخنا الوطني بالاستناد الى التاريخ الشفوي أكثر من المكتوب .

ولا بد من التأكيد مجدداً على أن هناك تحديات  لا حصر لها تواجه التأريخ الشفوي ،ومنهجيته العلمية ،ولمجابهة تلك التحديات لا بد من مؤرخ بارع في إتقان عمله ،ومتميز في بحثه والمطالبة  بتدريس التاريخ الشفوي في جامعاتنا ، و حث طلاب الدراسات العليا ، وطلاب إطروحات الدكتوراه في التاريخ على اعتماد التاريخ الشفوي كمصدر من مصادر التاريخ ..

 

                               نصار واكد  : أمين سر الجمعية التاريخية بالسويداء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السويداء 23/12/ 2014ا

الهوامش

(1) والتراونج – الشفهية والكتابة – ترجمة حسن عزالدين – سلسلة عالم المعرفة 128الكويت 1994ص 289 وما بعدها

2) مجلة عالم الفكر – المجلد 36العدد 3إصدار المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب  - الكويت -2008م ص5

3) بيارق في صرح الثورة السورية الكبرى – توثيق وتحقيق  منهال الشوفي –طبعة أولى  عام 2011م دار الشرق للطباعة والنشر ص3 و6 و7

4) تاريخ ومؤرخون –محمد طرابيه –طبعة أولى 2009م دار العوام للطباعة والنشر ص92وما بعدها

5)– مغامرات بين خرائب باشان للدكتور  وليم رايت –ترجمة وتقديم كمال الشوفاني –طبعة اولى 2012م دار ليندا للطباعة

6) مذكرات الكابتن كاربييه في جبل العرب –ترجمة نبيل ابو صعب طبعة أولى 1999م

(7) مغامرات بين خرائب باشان – مصدر سابق

(8)  نبيه القاضي –في كتاب غير منشور بعنوان العامية  ص78 راجع مؤلفات المؤرخين الذين دونوا لنفس هذه الحادثة  التاريحية

 (9)حروب اللجاه -1837-1838ممخطوطة للشيخ حسين ابراهيم الهجري – تقديم وتحقيق الدكتور فندي ابو فخر  الطبعة الاولى بيروت 2013م-دار كتب للنشر  ش. م. ل.

(10) نبيه القاضي – مصدر سابق –ص 166

 ( 12 )  د.مسعود ضاهر –التاريخ الاهلي والرسمي –دراسة في اهمية المصدر الشفوي – مقالة منشورة في مجلة الفكر العربي  العدد27 بيروت 1982م ص184 وما بعدها

 (13) د.  شاكر مصطفى – التاريخ والمؤرخون العرب –جزء اول بيروت 1984

(14)د . قسطنطين زريق – هموم وتساؤلات بيروت 1983

15) اسد رستم –مصطلح التاريخ الشفوي  -حث في نقد الاصول وتحري الخقائق – المكتبة العصرية –بيروت -2002

16)( جريدة تشرين – العدد12163 تاريخ 29 تشرين الاول 2014 ص 8

17) مجلة عالم المعرفة – عدد سابق

(18)عالم الفكر –مسعود ضاهر –صفحة 57وما عدها – مصدر سابق

(19 )د. حسن مؤنس – التاريخ والمؤرخون – القاهرة 1984م

20) سلامي عبيد  مؤرخا –من كتاب تاريخ ومؤرخون –محمد طرابيه  -مصدر سابق ص 14

21)  نصارواكد  -محاضرة بالمركز الثقافي  بالسويداء – منهجية البحث العلمي في التاريخ  2012م

22)- من  كتاب احداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الاطرش 1925-1927 ص 297-298 –الطبعة الاولى –2007

 (22 ) امتان قرية تبعد عن صلخد 13كم  جاء في كتاب الجنرال اندريا (ANDERIA)  يبلغ عدد سكانها اربعة الاف نسمة  -ماؤها  غزير  بيوتها رحبة  حقول القمح والشعيرتمتد في جميع اطرافها   لااحد من سكانه في بيته ولا حيوان في اصظبلاتها حتى ولاكلب يتحرك في ازقتها   غادرها اهاليها الى ما وراء الحدود .

(23) مقابلة مع الشاعر الشعبي  حمد المصفي بتاريخ29/10/ 2014م الذي أكد على صحة الرواية السابقة

24) غرابة خربة غير مسكونه  - مكان لتجمع الثوار –تابعة لقرية امتان

25)التبان – مخزن لعلف الحيوانات  من تبن القمخ والشعير والبقوليات

26  ) الشاعوب  اداة من ادوات  ا الحصاد  لتحريك  و جمع القش ويتألف من مشط حديدي مؤلف من اربع شفرات 

27) ساهمت المرأة في إعداد المؤن حيث كان يتم خبز حوالي 80كيلو عرام اثناء جمع المؤن كل اسبوع تقريبا  وارسالها الى الثوار

28) عبدالله الغروي –مفهوم التاريخ – بيروت 1992

(29)د. عادل سالم العبد الجادر –اشكالية التعامل مع النسخة الفريدة عند تحقيق المحفوظات التاريخية  - عالم الفكر العدد4 أذار 2009 الكويت

30) د. قاسم عبده قاسم –تطور الفكر التاريخي –دار عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية –عام 2004 ص 190 وما بعدها

31) د. عبد المالك التميمي  - الشك في الوثائق الرسمية –عالم الفكر –المجلد 36 العدد3 2008 –اصدار المجلس الوطني للثقافة والآداب –الكويت

32)- قاسم عبده قاسم –فكرة التاريخ عند المسلين ص 23– دار عين للدراسات والبحوث الانسانية –طبعة اولى  - القاهرة 2001

المراجع

1-    دراسات تاريخية – العدد الثاني -1980م

2-    حبل العرب – دليل تاريخي اثري مصور –عالب عامر –داود نمر  - مطبوعات المديرية  العامة للآثار والمتاحف  - لم يحدد تاريخ الطباعة

3-    عالم الفكر – مجلة تصدرمن المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب –العدد3 مجلد 36- اكويت  - طباعة عام 2008م

4-    بيارق في صرح الثورة السورية الكبرى –منهال الشوفي –طبعة اولى عام 2011م

5-    التاريخ الشفوي – تاريخ يغفله المورخون – د. امينة عامر طبعة عام 2005م

6-    اسد رستم –مصطلح التاريخ – بحث في نقد الاصول وتحري الحقائق – المكتبة العصرية – بيروت عام 2001م

7-    نبيه القاضي – العامية – كتاب قيد النشر

8-    احداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلظان باشا الاظرش –طبعة اولى 2007م

9-    محمد طرابيه – تاريخ ومؤرخون –طبعة اولى 2009م

10  – د.فندي ابو فخر –حروب اللجاه –طبعة اولى – 2013م

11  –د.وليم رايت – مغامرات بين خرائب باشان –ترجمة كمال الشوفاني –

طبعة اولى 2013م

12  –مذكرات كاربية في حبل العرب 0 ترجمة نبيل ابو صعب طبعة اولى 2009م

13  – نصار واكد – محاضرة بالمركز الثفافي بالسويداء – منهجية البحث العلمي في التاريخ عام 2012م

14  – د.مسعود ضاهر – التاريخ الشفوي

15  )- قاسم عبده قاسم –تطور الفكر التاريخي – دار عين للدراسات والبحوث الانسانية –طبعة اولى عام 2000م

16  )د. حسن مؤنس – التاريخ والمؤرخون – القاهرة 1984م

 

 

 

 

 

 

 

 

                   السيرة الذاتية

الاسم والنسبة : نصار واكد

اسم الاب : واكد

مكان الولادة : السويداء 1951

الجنسية :عربي سوري

الشهادة العلمية :ليسانس في الآداب – قسم التاريخ  1978

دبلوم التأهيل التربوي 1981م  من جامعة  دمشق

مدرساً لمادة التاريخ في ثانويات دمشق والسويداء من عام 1978الى 1994م

عينت مدرساً لمادة التاريخ في ثانويات وزارة التربية الكويتية   من 1994الى عام 2008م وصحفياً في جريدة الرأي العام الكويتية .

محاضر في معظم المراكز الثقافية  في مجافظة السويداء

عضو مجلس إدارة الجمعية التاريحية بالسويداء (أمين السر )

هاتف 223791 نقال 0999126547

 العنوان : السويداء – نقابة المحامين بالسويداء

 

تمت قراءته 2360 مرات آخر تعديل على الأحد, 28 كانون1/ديسمبر 2014 00:11
نشرت في دراسات
السويداء اليوم

السويداء اليوم

فريق العمل في موقع السويداء اليوم

الموقع : www.swaidatoday.com

مقالات أخرى للكاتب

  • الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يشنون عدواناً على سورية
  • ( إنّا هنا ..... ) شعر : صالح عزام .
  • خمسون عاماً على ظهور "العذراء" .. نادية شكري - مصر
  • صدر عن دار الكرم بالتزامن مع "موسوعة الجبل" كتاب:( مذاهب كبار الفلاسفة)
  • آلَاء (شعر)
المزيد في هذه الفئة : « استراتيجية إسرائيل وخارطة الشرق الأوسط الجديد علم السلوك »
عد إلى الأعلى

من المهجر

  • السفيرة الأجمل د.عكوان تتذكر أيتام السويداء قامت الدكتورة نادين فهد عكوان من السويداء - سورية ظهر يوم الخميس في 28-8-2014 بزيارة إلى دار الرعاية الاجتماعية بالسويداء والتقت بنزلاء الدار من الأيتام والذين قست عليهم ظروف الحياة وقد التف حولها الأطفال من نزلاء الدار حيث قدمت لهم الهدايا وتشمل: ( ملابس منظمة ومرتبة كل حسب عمره – وحقائب مدرسية وأحذية… اقرأ التفاصيل
  • 1

أرسل مقالاً

هل ترغب في نشر مقالك في الموقع؟ لديك مساهمة او وجهة نظر؟ للتواصل معنا الرجاء

استخدم النموذج التالي

رمية حرة

  • إكرام الميت دفنه إذا كانت سنوات الحرب (الفتنة) على الوطن ومكوناته ومنجزاته الحضارية والمدنية ألقت بأوزارها فإن نتائجها المدمرة وماكينتها الإعلامية الرهيبة، لاتزال تعمل على خلخلة استقرار المجتمع السوري ونسف أعرافه تقاليده الراسخة والسويداء كجزء أثير منه نالها ما نالها من خراب طال بعض ضعاف النفوس فيه، فعملوا على ترسيخ مفهوم (إذا لم… اقرأ التفاصيل
  • 1

المتصلون الآن

1684 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

موسوعة السويداء

  • حلمٌ على جنبات الشام أم عيدُ    (حلمٌ على جنبات الشام أم عيدُ      لا الهم همٌ ولا التسهيد تسهيدُ أتكذبُ العين والراياتُ خافقةٌ                أم تكذبُ الأذنُ والدنيا أغاريدُ أين الأعاجمُ ما حلوا ولا رحلوا             كأنهم حلمٌ في الفجرِ مردودُ من كان يحسبُ أن الشام يلفظهم             وأن طيفَهم في الشام مفقودُ تمكنوا من جبال الشام واعتصموا            فكلُّ… اقرأ التفاصيل
  • 1

تسجيل دخول الأعضاء

  • نسيت كلمـة المرور؟
  • نسيت اسم المستخدم؟

الأكثر قراءة

  • الحب والعشق +

    لطاما انتظرت  و انتظرت  هذه  اللحظات في  عباب  الصحراء  وعددتّ نجوم  السماء مع الليل  بردائهِ  الأسود و ضوءِ القمر مرت… اقرأ التفاصيل
  • ذكرى مع ذلك السم الزعاف - قصة +

    وقف سعيد مع مجموعة من رفاقه, كان يستمع إليهم وهم يتحدثون, وبيده سيجارة, كان يلتفت حوله خائفاً , فهو يخشى أن… اقرأ التفاصيل
  • خريف امرأة +

    قصة: عمرو الشوفي أنهت أعمالها المنزلية، استحمت، ثم جلست تجفف شعرها أمام المرآة.. هذه الليلة طويلة جداً، ولكنها ستفتح عينيها… اقرأ التفاصيل
  • - رجل اسمه الخابور +

     إيناس صالح عزام يسمونه ما يسمونه ... واسميه الخابور رجلٌ بفجيعة القصيدة ... واحتراق الفرح ... أهواه عاصفاً .. خطيراً غائباً كالخابور يرسمني بقصائد… اقرأ التفاصيل
  • إن لم تكن عيناكِ .. +

    شكيب أبو سعدة إن لم تكن عيناكِ هاتان اللتان أطلتا تواً وحدقتا بعيني لماذا إذاً يدور بي المكان؟ إن لم… اقرأ التفاصيل
  • عيون المسؤولين معمية ونحن لا نرى في الظلام! +

    ماذا يظننا المسؤولون ؟؟ كاميرات بالأشعة تحت الحمراء ؟؟ خفافيشاً ترى في الظلام ؟؟ أنا بصفتي طالباً أرى أنني إذا درست في الظلام… اقرأ التفاصيل
  • لو استبدلنا الدخول بالخروج +

    لو استبدلنا الدخول بالخروج سنعرف كم أضعنا من العمر في الدهاليز الطويلة لو استبدلنا الدخول بالخروج سنعرف كم من الكلمات… اقرأ التفاصيل
  • طقوس المتة- الشاي الأخضر السوري +

    شراب المتة رائج جداً لدينا وفي واحد من التحقيقات الصحفية التي نشرت قبل سنوات، صنفت محافظة السويداء بأنها قلعة المتة… اقرأ التفاصيل
  • وفد الأمم المتحدة يطلع على سير العمل الإغاثي في السويداء +

      استقبل المهندس أنور زين الدين نائب المحافظ وفداً يضم ممثلين عن برامج الأمم المتحدة العاملة في سورية  إلى محافظة… اقرأ التفاصيل
  • أجمل الصباحات +

    فاتن حبيب لن أفتح عيني غداً صباحاً وأسرع إلى شاشة التلفاز لأعرف آخر الأخبار.. لن أفعل ذلك وأنا المتابعة المجتهدة… اقرأ التفاصيل
  • 1

الأخبار المحلية

  • عارف النكدي رجل الوطنية والفكر والاصلاح

  • هل يفشل العرب صفقة القرن؟

  • اللسان" مؤشر جديد على السكتة الدماغية

  • وزيرة الدولة لشؤون البيئة: السويداء تمثل خزانا ً للتنوع الحيويي

  • مجلس محافظة السويداء إيجاد حل لتغذية آبار الدياثة بالكهرباء

  • إغاثة السويداء: توزي ع6700 سلة غذائية وصحية للوافدين والمتضررين

  • العربي بطل كأس الشهيد الأولى بكرة السلة 3 × 3

  • قريباً إصدار قسائم المازوت والغاز بالسويداء

  • تنفيذي السويداء: مستشفى لمرضى السرطان ومشروع صناعي وتنظيمي شقا

  • تنفيذي السويداء: كهرباء رساس وتراخيص لمشاريع وتوجيه بضبط الأسواق

  • 1
  • 2

المزيد من الأخبار المحلية

أخبار سورية

  • الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يشنون عدواناً على سورية قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن الولايات المتحدة الأمريكية أقدمت عند الساعة 3.42 فجر اليوم السبت في 14 نيسان 2018 على ارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى "قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار ماديّة كبيرة. إن… اقرأ التفاصيل
  • 1
49°
9°
°F | °C
Mostly Cloudy
Humidity: 67%
9 kts
Sat
Breezy
47 | 64
8 | 17
Sun
Partly Cloudy
45 | 59
7 | 15

دليل الفعاليات

دراسات

  • صدر عن دار الكرم بالتزامن مع "موسوعة الجبل" كتاب:( مذاهب كبار الفلاسفة) السويداء اليوم آذار 31, 2018 9:16 pm

         

    صدر مؤخرا عن "دار الكرم" بالسويداء كتاب جديد هو: (مذاهب كبار الفلاسفة) وهو من تأليف أس. إي. فروست الابن. وترجمة: أ. عارف حديفة

    وقد صدر الكتاب بالتزامن مع صدور 12 جزءاً من موسوعة الجبل التي تصدرها دار الكرم بالسويداء برعاية القنصل السوري الاستاذ زياد صيموعة- طباعة "الصالحاني" بدمشق

    وقد… اقرأ التفاصيل

  • 1

وجوه

  • أبو الفقراء ؟

    عندما مات عام 1928 شارك في جنازته 50 ألف مسلم دمشقي من بينهم عدد كبير من شيوخ المسلمين، وقيل إن المسلمين أرادوا الصلاة عليه في الجامع الأموي الكبير حتى أن الكثيرين أسموه محمد "غريغوريوس" و"أبو الفقراء والمسلمين،" إنه البطريرك غريغوريوس حداد الذي كان شخصية إنسانية عظيمة وعلى درجة عالية من

    …
    اقرأ التفاصيل
  • 1

أماكن

  • . "القريّا" أكبر من مكان. معقل القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش الزائر الى القريا خلال فصل الربيع، يلفت انتباهه جمال طبيعتها وسهولها المنبسـطة الخصبة التي تشكل امتداد لسهل حوران الخصيب حتى اقدام الجبل الغربية وموقعها المناخي هذا على ارتفاع  (1050م) أغرى بالتوطن منذ فجر التاريخ فجوها معتدل، ومناخها شبه رطب وتربتها البركانية… اقرأ التفاصيل
  • 1

رياضة السويداء

  • منتخب السويداء للناشئين يدخل المنافسة بعد تثبيت المشاركة بأولمبياد الناشئين الذي ستقام منافساته ابتداء من 15 – 10 – 2015 وضعت القرعة منتخب السويداء بالمجموعة التي تضم منتخبات (دمشق – ريف دمشق – الجيش – المحافظة – السويداء( وقد تم تشكيل الجهاز الفني للمنتخب من السادة: ياسر ابو حلا ( اداري) خالد صيموعة وحسام العريضي مدربين واللاعبين:نسيم الحلبي– ريان قطيني – هاني صيموعة -… اقرأ التفاصيل
  • 1

ثقافة و فنون

  • ( إنّا هنا ..... ) شعر : صالح عزام . يا ترامب اضرب إنني أقف هنا يا ترامب اضرب إنني الدّنيا أنا يا ترامب اضرب إنني الفجر أنا يا راعي الأغنام والثيران والازلام والأنعام والبترول مع شبه الرجال اضرب إنني وجه السنا إنني أبني غدي يا صاحب الثور الجموح كي يعيش ولدي إنني أبني غدي عبّيء جنونك مع صهاريج الخيانة… اقرأ التفاصيل
  • 1
  • مساهمات ابداعية
  • دراسات

  • إن لم تكن عيناكِ ..

  • خريف امرأة

  • - رجل اسمه الخابور

  • لو استبدلنا الدخول بالخروج

  • أجمل الصباحات

  • أم الشهيد

  • قهوتي لكم جميعاً

  • حورية الليل وانتظار الفجر

  • >لا تحزني على ما يبعثره الموج

  • ينبت قمحك في وريدك.

  • 1

  • صدر عن دار الكرم بالتزامن مع "موسوعة الجبل" كتاب:( مذاهب كبار الفلاسفة)

  • د. مصطفى محمود: "العربية أصل اللغات" وأهلها يتشدقون بلغات الآخرين

  • الشكل الفني والجمالي واثره في التنمية - السويداء أنموذجا

  • برسم مهندسي زراعة السويداء: لماذا لا نكاثر أصنافاً من الحراج تلائم بيئتنا؟

  • الرصيف الروماني في اللجاة ( طريق الحج)

  • إخراج جديد

  • ملكة الصحراء "غيرترود بل" تعلمت العربية وركبت الحصان والجمل

  • رافقتكم السلامة

  • علم السلوك

  • منهجية تدوين التاريخ الشفوي (أحداث الثورة السورية الكبرى 1925م نموذجاً)

  • 1
  • 2

اتصل بنا

 
220211
info@sswaidatoday.com
 
 
موقع السويداء اليوم
مقابل مؤسسة الاتصالات
بناء صلاح بدران - الطابق الثاني
 
 
www.swaidatoday.com
 

المزيد ضمن الموقع

من نحن


كتّاب الموقع


التسجيل


شروط الاستخدام و اعادة النشر

السويداء اليوم موقع أهلي خدمي غير حكومي ، وغير ربحي.مستقل عن أية جهة سياسية أو غير سياسية ، داخلية أو خارجية ، ولا تمثله سوى مقالات الإدارة المنشورة في الموقع الإلكتروني الخاص بها .

يرعى الموقع زياد صيموعة

القنصل الفخري السوري في نيجيريا –لاغوس

مدير الموقع: الصحفي منهال الشوفي

 

جميع المواد المنشورة فيها ، وجميع أوجه نشاطاتها مجانية ولا يتلقى الشخص الذي يقوم بها أي مقابل مالي

اقرأ المزيد