عمرو الشوفي
سمعت الكثير عن التقمص في السنوات الماضية وكنت أقول أنه أمر مناف للعقل إلا أنني سمعت بأن هناك آيات قرآنية تدل على صحته فأحببت أن أرد على من يقول ذلك من القرآن الكريم وأثبات خطأ اعتقادهم.
قال تعالى معلماً لنا بعض أقوال الكفار عند دخولهم النار: ١٠
قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل ١١ سورة غافر¤ وهذه الآية أيضاً تبين مراحل انتقال الأنسان من نطفة ميتة (ليس فيها روح) الى الحياة بعد الموت.
النقطة ٣ (منهج قرأني وعقلاني )
الله عز وجل يأمرنا بإقامة البينة على ما ندعي في القرآن, فأن أي عالم مسلم سيسال: التقمص ليس موجود في كتاب الله فمن أين ابتدعتموه ؟, وهل من كتاب سماوي يقول بما تدعون ؟
ثم أن أي عاقل سيرفض الإيمان به, فكيف تفسرون زيادة عدد سكان الأرض؟ سمعت أن بعض المعتقدين بالنظرية أجاب بما يلي:
هناك بشر في كواكب أخرى يموتون هناك ثم يخلقهم الله هنا, وهذا الجواب أيضاً يناقض القرآن يقول الله تعالى في سورة البقرة ٢٩
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفةً,٣٠, فالله خلق الأنسان وجعله خليفة له فقط في الأرض, فهل لديكم أي دليل من أي كتاب سماوي يدل على وجود كواكب أخرى عليها بشر ؟
النقطة ٤ ( الروح والولادة )
يخبرنا الله عز وجل بأنه بعث محمد صلوات الله وسلامه عليه نبياً ورسولاً, ويخبرنا الله أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله, فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً, ثم يكون علقةً مثل ذلك, ثم يكون مضغةً مثل ذلك, ثم يرسل الملك (الملاك الموكل بالرحم) فينفخ فيه الروح..
إذاً تنفخ الروح بالجنين وهو بعمر ١٢٠يوماً, وليس وقت ولادته كما سمعت أنكم تدعون
٨٤ (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي, وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) ٨٥ سورة الإسراء
فمن أين حديثكم حول انتقال الروح ووقت دخول الروح؟ هل هناك كتاب سماوي يؤيد قولكم
النقطة ٥ :
أعلمنا الله عز وجل في القرآن الكريم, بأن لكل أنسان بشري شيطان قرين وهذا الشيطان يلازم الأنسان طوال حياته وحياته ليست مرتبطة بحياة الأنسان, فقد يعيش بعد موت الأنسان أعواما وأعوام وسؤالي هل تثبتتم يا من تقولون بالتقمص من أن الشيطان لم يدخل الطفل الذي تزعمون بأنه (نطق) وأعلم ببعض أسرار المتوفى؟, بل هل هناك دليل جازم على أن كلام الطفل- كما تزعمون- يدل على انتقال روح المتوفى إليه ؟
خلاصة القول:
أين من يدعي التقمص مما ورد في القرآن (قصة أدم وحواء أحاديث رسول الله الكثيرة حول عذاب القبر والحساب), من هنا نرى أن التقمص بدعة ولا علاقة لها بالإسلام...
معتقد التقمص وله جزآن ونتيجة
الجزء الأول: هو أن الله عز وجل خلق عدداً كبيراً من الأزواج البشرية دفعة واحدة على الأرض وهم بداية الوجود البشري, فأصحاب هذا المعتقد لا يؤمنون بأن البشرية كلها جاءت من نسل أدم وحواء
الجزء الثاني: يقول بأن عدد سكان الأرض يبقى ثابتاً في كل زمان منذ أن خلق الله البشر, عن طريق (التقمص) وهو انتقال روح المتوفي إلى طفل ولد للتو.
اما النتيجة فهي أن كل أنسان يعيش عدة أجيال, يموت هرماً وتنتقل روحه لطفل .
([ الرد على النظرية])
النقطة الأولى: إن عدد آيات القرآن التي تناولت قصة أدم وحواء تزيد على الثمانين وتوضح أن النسل البشري كله خلق من أدم وسأكتفي بإيراد آيتين فقط للرد على من يزعم علاقة بين التقمص والقرآن, قال تعالى في سورة النساء الآية الأولى ( يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها, واتقوا الله ..)
وقال الله تعالى في سورة الأعراف
١٨٨ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها... ١٨٩
وقفة مع القرآن:
إن هذه النقطة كافية لنفي علاقة التقمص بالقرآن وذلك لأن الله عز وجل أمرنا في القرآن بأن لا نؤمن بآية منه ونكفر بآية ووعد بشديد الجزاء لمن يفعل ذلك, قال تعالى في بني إسرائيل
٨٤
ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم, أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض, فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ٨٥ سورة البقرة.
وهذه الآية كافية على عقوبة من يؤمن ببعض الكتاب ويترك بعضه
النقطة الثانية:
إن الله عز وجل قسم الحياة التي أعطانا إياها الى حياة دنيا (عاجلة) والحياة الأخرة (آجلة) كما أعلمنا في القرآن الكريم وحسب القرآن الكريم يكون الأنسان ميتاً ثم يحييه الله فيعيش ما كتبه له الله من العمر ثم يموت ثم يحشر ثم يحاسب
وقد سمعت من أدعى أن الآية ٢٨في سورة البقرة تدل على التقمص, قال تعالى ٢٧ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون ٢٨
هذه الآية لا تدل أبداً على التقمص ولكن تفسير دعاة التقمص معوج عن الحق فلم لم يقارنوها بالكثير الكثير من نصوص القرآن التي أنزلها الله في نفس الموضوع قال تعالى في سورة هود (٦... ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين٧) وقال تعالى في سورة أل عمران ١٥٧ ولئن متم أو قتلتم لإلي الله تحشرون ١٥٨
17 نوفمبر، الساعة 04:18 مساءً